ألوانه البهيجة تمنح مسحة من الجمال المنسجم مع الأجواء الرمضانية.. قماش رفيع يطلق عليه اسم "البازين"، ويقبل الناس بشراهة على ابتياع الملابس المصنوعة منه في مالي بلده الأصلي، أو في البلدان الافريقية المسلمة، في ممارسة أصبحت تحاكي تقليدا اجتماعيا يشي بالثراء الثقافي لبلدان السهول الصحراوية. استخدام هذه النوعية من القماش اقترن بشهر رمضان الكريم الذي تتأهب مالي لاستقباله بعد شهر ونيف، حتى أضحى من التقاليد الراسخة والثابتة في هذه الفترة من كلّ عام.. ففي سوق العاصمة باماكو الكبير، يحتل حائكو البازين، هذه الثروة الثمينة من النسيج الافريقي، موقعا مميّزا في المبنى المتكوّن من 5 طوابق، حيث يتجمّع المتخصّصون في الأزياء وعددا من المهنيين، لضبط أوتار عملهم، وتحديد الخطوط العريضة لقماشهم الرفيع. مهارة المصمّمين تمنح هذا القماش أبعادا جمالية تضاف إلى روعته الأصلية، حيث تنتشر التصاميم المستوحاة من موسيقى بوب مارلي، في معظم ورشات السوق، لتغزو، في مرحلة موالية، المحلات التجارية المختصة في بيع الملابس. عثمان ديابي، وهو مدير لورشة لخياطة البازين، قال معقبا عن الموضوع: "تضطلع النساء بمهمة صبغ البازين، وفور الانتهاء من هذه العملية، يرسل القماش إلى ورشة الخياطة، حيث يتم تفصيله، وإرساله إلى السوق لبيعه". حوالي 30 آلة خياطة عصرية تحتل الفضاء الفسيح للورشة، والأجساد الجالسة خوفها بتركيز تام، تمنح انطباعا بأنّها مستغرقة في حركة الخياطة التي تقوم بها، إلى درجة فقدت معها التواصل بالعالم الخارجي. بدا أنّ الهدف مرسوم يتطلّب الكثير من الجهد والمثابرة، بما أنّ على ذلك الجمع من العمال خياطة المئات من الملابس، بإعتماد قماش البازين. ديابي عاد ليقول إنّ "ثمرة التعب غالبا ما تكون محترمة، خصوصا حين يكون القماش متوفّرا، مشيرا إلى أنّه "حين يكون لدينا الكثير من البازين، نتمكّن من خياطة 100 إلى 120 قطعة من الملابس في اليوم". وتعرض ملابس "البوبو"، وهو نوع من الجلباب)الرائج في مالي بالنسبة للرجال، بأسعار تتراوح بين 10 آلاف إلى 25 ألف فرنك افريقي (من 17 إلى 43 دولار)، بينما تتراوح أسعار الملابس نفسها بالنسبة للنساء بين 40 ألف إلى 100 ألف فرنك افريقي (68 إلى 172 دولار)، بحسب نوع الزينة التي تحملها والتطريز الذي يزينها. ويلقى "البوبو" المالي، وخصوصا ذاك المصنوع في ورشة ديابلي، رواجا كبيرا خارج حدود مالي، حيث يتم تسويقه في معظم الدول الافريقية، لاسيما في منطقة وسط افريقيا. ويعدّ قماش البازين السمة الأساسية التي تجذب الزبائن إلى هذه الملابس، ويتضاعف الإقبال عليها بشكل خاص في شهر رمضان من كل عام، وفي أعياد المسلمين، في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، مثل السنغال والنيجر وتشاد وغيرها. * وكالة أنباء الأناضول