باسم الله الرحمان الرحيم ورد في احدى نشراتكم على جريدتكم الالكترونية منذ أسبوعين تقريبا مقال للأستاذ محمد الشلوشي الإطار والباحث التربوي بالقصر الكبير. تضمن دعوته إلى إلغاء قواعد النحو العربي بالمدارس المغربية الى حدود المستوى الخامس. مع الإبقاء على القواعد الصريحة في حصص التراكيب والصرف والتحويل و الإملاء والشكل في المستويين الثالت و الرابع وذلك بسبب ضعف قدرة التلاميذ على امتلاك هاته القواعد النحوية في هاته المراحل الاولى من حياتهم الدراسية . وأزيد على اقتراح الأستاذ الشلوشي فأدعو الى إلغاء كل القواعد النحوية والصرفية والإملائية من جميع المراحل الدراسية التي تسبق المرحلة الجامعية على أن تدرس هده القواعد بالجامعة بكل تفاصيلها للراغبين في التخصص في اللغات و من بينها اللغة العربية. وَذلك للإعتبارات التالية : كثافة الشروط والأحكام والتفاصيل الزائدة عن الحد بالنسبة لأغلب هاته القواعد- - غياب التبرير المنطقي للعديد من هاته الشروط والأحكام - الفوضى العارمة فيما يخص الجموع وعلى الأخص منها جموع التكسير التي قد يصل عددها إلى الثلاتين جمعا - التعقيد الذي يلف أغلب هاته القواعد. وهذه الإعتبارات *المختصرة طبعاً* تدفع في نظرنا إلى الحياد عن الهدف الحقيقي من تملك أية لغة والذي هو تحقيق التواصل والتعبير أما بخصوص مقترحنا الشخصي من أجل امتلاك لغتنا العربية بدون قواعد فيمكن اجماله كالتالي في المرحلة التمهيدية يكون التركيز على التحدت باللغة العربية الفصيحة المبسطة طبعاً من طرف المربي من بداية الحصة الى آخرها مع بداية تعليم الكتابة في السنة التانية من هاته المرحلة . في المرحلة الإبتدائية تبدأ حصة المحادثة المنظمة التي يراعي فيها الإرتقاء نسبيا لمستوى اللغة العربية. على أن تضاف مادة الإنشاء في المستويين الآخرين لهاته المرحلة كتابياً وشفهياً مع مواصلة تعليم الكتابة منذ السنة الأولى من المرحلة الإبتدائية . في المرحلة الإعدادية وحتى نهاية المرحلة التأهيلية يقع التركيز على دراسة النصوص ذات الطابع الأدبي وتحليلها على مستوى الشكل والمضمون للوصول الى مرحلة مناقشة هذين المستويين . ولا بأس –خلال عملية دراسة هاته النصوص- من الوقوف على بعض الحالات الإعرابية والبلاغية دون الرجوع الى القواعد الموضوعة من طرف النُحاة وغيرهم من واضعي القواعد الأخرى التي تهم الجانب البلاغي والإملائي وغيرهما. هذا وتجدر الإشارة الى أنني كنت قد بعثت بتَصَوري هذا الى السيد الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى الذي رد على بوعد اشراكي مع اللجن المهتمة بإعداد استراتيجية المنظومة التعليمية ببلادنا ولكنه للأسف لم يف بوعده ! وأختم مقالي هذا بدعوة الأستاذ الشلوشي وغيره من المهتمين بشأن لغتنا العربية الى مراسلتي أو محاولة الإتصال الشخصي بي لتنسيق العمل بيننا من أجل بلورة رؤية واضحة ومفيدة لأجيالنا المتعلمة المقبلة فيما يتعلق بالطريقة المثلى لإمتلاك لغتهم العربية دون عناء أو تشتيت للذهن و السلام . - مفتش ممتاز لمادة اللغة العربية