رُغْم أنّهم لا يحصلون إلا على النزر القليل من العائدات التي يُدرّها القطاع الفلاحي، إلّا أنّ الفلاحين الصغار يلعبون دوْرا بارزا في تأمين حاجيات المغاربة من الغذائي، ذاك ما خلُص إليه رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية أحمد أوعياش. وقالَ أوعياش في مداخلة ضمن يوم دراسي نظمها فريقا الأصالة والمعاصرة بمجلسي النواب، بحر الأسبوع الجاري، حول موضوع "الفلاح والأرض"، والذي ناقَشَ الإكراهات التي يواجهها القطاع الفلاحي في المغرب وسبل تطويره، (قال) "الفلاح الصغير هو اللي هازّ الأمن الغذائي للمغرب". ودعا أوعياش إلى إيلاء أهمية أكبر للفلاحين الصغار خلال الشطر الثاني من مخطط المغرب الأخضر، الذي انطلق سنة 2008 وينتهي سنة 2020، خاصّة فيما يتعلّق بالتسويق، منْ أجل مساعدة الفلاحين على تسويق منتجاتهم بأثمان جيّدة، قائلا "لا يُعقل أن يبيعَ الفلاح بأقلّ ثمن". وفي حين نوّه رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية بمبادرة وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش بفتح ملف تسويق المنتجات الفلاحيّة للبحْث عن حلّ له، أوضح أنّ إيجاد حلّ لهذا المشكل يفرض نفسه بقوة، مشيرا إلى أنّ عددا من التعاونيات الفلاحية أفلست، وأخرى في طريقها إلى الإفلاس. وأضاف أوعياش أنّ ثمّة حاجة إلى تعزيز الفلاحة الجماعية، معتبرا أنها ما تزالُ ضعيفة في المغرب، بما يضمن تنمية الإنتاج الفلاحي، وخلْق تنافسيّة فلاحية، قائلا "إيلا ما جمعنا راسنا ما غانبيعو والو، حتّى في السوق المغربية"، مُعتبرا أنّ إيجاد حلّ لمشكل تسويق المنتجات الفلاحية أصبح ضرورة آنية. ورَبطَ أوعياش تحقيق تنمية فلاحية قويّة بتنميّة شاملة للعالم القروي، من خلال فكّ العزلة عن ساكنتها، وتوفير الرعاية الصحية والتعليم لها، موضحا أنّ عدم توفير البنية التحتية لساكنة العالم القروي والنهوض بأوضاعها يجعلُ الشباب يُهاجر إلى المدن، قائلا "لا تنميةَ قروية بدون تنمية فلاحية والعكس صحيح". وعلى الرّغم من أنَّ نسبة السكان الذين يعيشيون على الفلاحة في المغرب تضاعفُ النسبة المسجّلة في فرنسا بما بين 3 و 4 مرات، والتي تُعتبرَ أكبَر منتج في المجال الفلاحي، إلا أنّ أوعياش يرى أنّ المغربَ لم ينتقلْ بعدُ إلى صناعة فلاحية، إذ ما زالت الفلاحة المغربيّة في جُزءٍ كبير منها فلاحة معيشيّة. وفي حين يحقّقُ المغرب الاكتفاء الذاتي في اللحوم والخضروات، قال أوعياش إنّ هناك تأخّرا في مجالات أخرى، مثل الحبوب، والتي ستوردُ المغرب جزءً من حاجياته منها من دوَل عربية، إضافة إلى استيراد الأعلاف، التي يسجّل المغرب خصاصا في إنتاجها. ودعا أوعياش إلى إيلاء أهمية لهذا الجانب في الشطر الثاني من مخطط المغرب الأخضر، مُوضحا أنّ المغرب وإنْ كان يغطّي حاجياته من الحليب، إلا أنّ معدّل استهلاك الفرد المغربي من هذه المادّة لا يتعدّى 20 لترا في السنة، بيْنما يبلغ معدّل الاستهلاك العالمي 90 لترا في السنة.