يستمر حزب الحركة الشعبيّة في إخراج دُخّان الحَريق الذي بدأ يلتهِمُ بيته الداخلي، فبعد الاتهامات المُتبادلة بين أعضاء الحركة التصحيحية والمكتب السياسي لحزب "السنبلة"، حول الرغبة في الاستوزار والمسؤولية في حادث طانطان الطرقي الأخير، حيث قال سعيد أولباشا، الوزير السابق وعضو الحركة التصحيحية، إن الحزب يطبق قانون "لك موقع إذن أنت حركي". ودعا أولباشا، في بلاغ له تتوفر عليه هسبريس، امحند العنصر إلى "عدم نسيان فرنسيته التي خانته في تبرير موقع أولباشا كمناضل داخل التنظيم الحركي"، وذلك ردّاً على تصريح سبق للعنصر أن أكد خلاله أن العضو الحركي قدم استقالته من الحزب قبل ثلاثة سنوات بسبب عدم استوزاره خلال النسخة الأولى لحكومة بنكيران. وكان الأمين العامّ لحزب الحركة الشعبية امحند العنصر، قد وجه بحر الأسبوع الجاري، انتقادات لاذعة للحركة التصحيحية داخل حزبه، حيث اتهم أعضاءها بالرغبة في الاستوزار، قبل أن يتوجه بالحديث ملمحًا إلى سعيد أولباشا، الذي أسماه ب"أحد متزعمي الحركة التصحيحية" على أنه قدم استقالته مكتوبة، يوم 9 فبراير 2012، "الرسالة لم تأت إلا في فبراير، والحكومة تشكلت في شهر يناير، ومعنى هذا واضح". وشمل بلاغ أولباشا هجوماً حادّاً على المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبيّة، معتبرا أنهم "يطبقون قانون لك موقع إذن أنت حركي.. كيفما كان مستشارا جماعيا أو عضوا في أي لجنة داخل الحزب"، مضيفا "في المقابل إذا لم يكن لك منصب ما داخل الهياكل فأنت غير موجود حركي"، فيما أشار إلى أن هناك داخل الحركة "من يهمه المنصب والموقع ولا يهمه أبداً الموقف أو الرأي والفكرة"، على حد تعبيره. وعلاقة بموضوع الاستقالة، أعلن سعيد أولباشا أنه قدمها من هياكل حزب الحركة الشعبية "وليس من الحزب ككل.. كما هو واضح في وثيقة الإستقالة التي تم تداولها على نطاق واسع"، مشيرا إلى أن رسالة استقالته "التي سُربت للصحافة هي بمثابة صك إتهام للأمين العام"، على أنها "رسالة مكتوبة بصيغة راقية.. وتعد أسلوبا احتجاجيا حضاريا وتعطي المشروعية الاحتجاجية للمناضلين داخل الحركة التصحيحية بعدما يأسوا من هذه القيادة". كما أوضح المتحدث أن خروجه جاء مباشرة بعد تعيين حكومة عبد الإله بنكيران، على أنه "رد فعل جد طبيعي ومنطقي من قيادي حركي أفاق على تعيينات في الحكومة بإسم الحركة الشعبية لأشخاص لم يقفوا أبدا في ساحة النضال لا في الحركة الشعبية ولا في أي حزب آخر"، موردا أسماءّ حركية من قبيل "عبد العظيم الكروج الذي قصة استوزاره معروفة بعدما تم إقصاء عدد من الحركيين الحقيقيين أمثال ادريس مرون ومحمد مبديع وغيرهما".