قال المدير الجهوي للمندوبية السامية للتخطيط بالدارالبيضاء، إن سكان العاصمة الاقتصادية يتوالدون بوتيرة تقل عن المعدل الوطني للنمو الديموغرافي في المغرب، البالغ 1.68 في المئة، مؤكدا أن هذه النسبة لا تتعدى 1.53 في مدينة الدارالبيضاء. وأشار محمد قرفاوي المسؤول الجهوي للمندوبية، أن البيانات التي تم تجميعها خلال الإحصاء الوطني ومعالجتها، أبانت أن الدارالبيضاء تعرف تفاوتا كبيرا في مستوى نموها الديموغرافي باختلاف مناطقها، خصوصا المناطق الشعبية بكل من مولاي رشيد والحي الحسني وعين الشق وسيدي مومن ودرب السلطان. وأورد محمد قرفاوي، خلال لقاء نظم يوم الثلاثاء بالدارالبيضاء، أن المعدل السنوي للنمو الديموغرافي بجهة الدارالبيضاء الكبرى انتقل خلال العشر سنوات الأخيرة من 1.51 في المئة إلى 1.64 في المئة، موردا أن الزيادة تؤكد أن العاصمة الاقتصادية مازالت تستقطب المهاجرين من مناطق أخرى، في ظل وجود معدلات خصوبة منخفضة وتأخر سن الزواج بالجهة مقارنة مع المستويات الوطنية. وأورد ذات المتحدث أن عدد سكان الجهة انتقل من 3.63 مليون نسمة في 2004، إلى 4.27 مليون نسمة في 2014، وهو ما يمثل 12,6 في المائة من الساكنة الإجمالية للمملكة، مسجلا زيادة قدرها 639 ألف نسمة في ظرف 10 سنوات، وأضاف قرفاوي "سكان جهة الدارالبيضاء ازدادوا خلال العشر سنوات المنصرمة، بنحو 64 ألف نسمة كمتوسط سنوي، وهو ما يشكل سدس الزيادة السنوية المسجلة على الصعيد الوطني". وأشار المسؤول بالمندوبية السامية للتخطيط للدار البيضاء أن عدد الأسر البيضاوية ارتفع في العقد الأخير بنسبة 35.5 في المئة مقابل 29.1 في المئة على الصعيد الوطني، موردا أن عدد الأسر في العاصمة الاقتصادية تزداد بشكل أسرع في الدارالبيضاء، مشيرا إلى أن معدل هذه الزيادة يقترب من ضعف معدل النمو الديموغرافي السنوي. ورد هذا الأمر إلى تقلص حجم الأسرة والتوجه نحو تكوين أسر نووية. وأوضح المدير الإقليمي أنه تم تسجيل تقلص ملموس في حجم الأسر، وهو ما يفسر نسبة التزايد المرتفعة لعدد الأسر البالغة 3.1 في المئة، مقارنة مع نسبة النمو في عدد السكان 1.6 في المئة. ويقطن 32.7 في المئة من الأجانب المقيمين في المغرب، بالدارالبيضاء، وتحتضن المدينة 19.8 في المئة من الأسر، و14.1 في المئة من المغاربة المقيمين في الحواضر، و1.67 في المئة من الساكنة القروية، في الوقت الذي لا تمثل مساحتها الإجمالية سوى 0.16 في المئة من المساحة الإجمالية للمغرب. وبالنسبة للكثافة السكانية للجهة تجاوز هذا المؤشر 15 ألف نسمة للكيلومتر المربع، وحسب المقاطعات الحضرية لعمالة الدارالبيضاء، بلغت الكثافة السكانية مستوى جد مرتفع تجاوز 40 ألف نسمة للكيلومتر المربع بالنسبة لمقاطعتي بن مسيك والفداء اللتين تميزتا بتراجع ديموغرافي جد ملحوظ ما بين 2004 و 2014، إذ سجل معدل النمو ناقص 2,10 في المائة بالنسبة لمقاطعات ابن مسيك وناقص 1,62 في المائة بالنسبة لمقاطعات الفداء. وفيما يخص التطور المجالي ، بالموازاة مع التراجع الديموغرافي الذي عرفه نصف عدد المقاطعات الحضرية بمدينة الدارالبيضاء، عرفت الأقاليم المتواجدة بضواحي الجهة تطورا ديموغرافيا جد ملحوظ حيث وصل معدل النمو السكاني السنوي 10,2 في المائة و 8,5 في المائة على التوالي بكل من بلديتي الهرويين (اقليم مديونة) ودار بوعزة (اقليم النواصر). وطبقا للتقسيم الجهوي الجديد، فان عدد سكان جهة الدر البيضاء- سطات بلغ ستة ملايين و 891 ألف و 739 نسمة ، وهو ما يشكل نسبة 20,3 في المائة من ساكنة المملكة. كما ستصبح نسبة مساحة الجهة 2,74 في المائة مع نسبة للتمدن تناهز 73,6 في المائة.