طالبت أسرة تسكن بمدينة طنجة، حمايتها من "عصابة إجرامية"، بعد وفاة معيلها في ظروف غير طبيعية، يوم 28 أبريل الماضي، حسب ما تؤكده شهادة الوفاة المسلّمة من المصالح الطبية بالمدينة، خاصة وأن الراحل، سبق له أن راسل القضاء بثلاث شكايات، يطالب من خلاله حمايته وحماية أسرته من "اعتداءات عصابة إجرامية". ووفق الشكايات السابقة التي توّصلت بها هسبريس، فقد هجم أحد "المعتدين" على الراحل في فبراير 2013 بمنزله بدوار الجوانب إقليم فحص أنجزة وحاول نحره، ثم ضربه في كل أجزاء جديه بسلسلة حديدية، قبل أن يمرّ إلى ابنته ويعنّفها بالطريقة نفسها. ويتحدث الراحل في شكاية أخرى أن أفرادًا ينتمون إلى العصابة نفسها "اعتدوا على ابنه" ممّا دفعه إلى الهروب إلى طنجة. وتشير الشكاية الثالثة أن الراحل تعرّض لاعتداء آخر في أبريل 2013، عندما كان في طريقه إلى السوق، إذ انهال عليه أفراد من العصابة بالضرب بعصا حديدية، قبل أن يسلبوه مبلغًا ماليًا كان بحوزته بقيمة 950 درهم، مبرزًا أن العصابة كانت قد حاصرت منزله مدججة بالسلاح الأبيض، إلّا أن حضور الدرك الملكي منعهم من اقتحامه، متحدثًا عن أن العصابة سبق له أن اعتدت على جلّ سكان القرية، بيدَ أن لا أحد اشتكاهم خوفًا من تنفيذ تهديداتهم. وبعد تكرّر هذه الاعتداءات والتهديدات، لم تجد الأسرة التي تتكون من تسعة أفراد، سوى الرحيل من هذا الدوار إلى مدينة طنجة، والسكن عند قريب لها، وبعد ذلك شرعت الأسرة في بناء مسكن لها بهذه المدينة الشمالية، غير أن حاجة معيل الأسرة لبعض مواد البناء وبعض الحاجيات الخاصة، دفعته إلى العودة إلى منزله بالدوار في الأيام القليلة الماضية، حيثً تم ترّصده من طرف العصابة، وفق ما يؤكده قريب للأسرة، وهناك تكرّر الاعتداء الذي يشتبه في تسّببه بوفاته. وقدّم قريب الأسرة، التي تحفظّ عن ذكر اسمه، مقطع فيديو لخطيب في جنازة الراحل، يقول فيه: " كم من ضربات ضُرب هذا الرجل، كم من طعنات طُعن، كم من عرق تألم فيه، وكم من عضو تمزق.. أُردي قتيلاً وهو يعذب ولا أحد ينقذه سوى الله سبحانه وتعالى.. فماذا يقول هؤلاء القتلة أمام الله عندما يبعث الله الرجل، ويجعله يقف أمامهم؟" سبب هذه الاعتداءات حسب ما أكدّه القريب لهسبريس، هو قصة زواج: "تنتمي هذه العصابة لعائلة كانت قد تقدمت بخطبة إحدى الفتيات في الدوار، غير أن الفتاة رفضت، لتتزوج بعد ذلك بأحد أبناء عائلتنا، وهو ما لم يتقبله بعض المنتمين لهذه العصابة، إذ تعرّض ذات يوم لابنة الراحل، وصفعها بقوة، وهو ما رّد عليه شقيقها بتعنيف من صفع أخته، ممّا جعل العصابة تقرّر الانتقام منه ومن والده". ويتابع القريب في حديثه:" هذه العائلة المعتدية لها نفوذ كبير، واحد منها يسكن في طنجة ويعلم بالضبط أين تقطن أسرة الراحل. نطالب السلطات الأمنية بحمايتنا من بطشهم، وفتح تحقيق جدي في وفاة الراحل، خاصة وأنه توّفي عندما ذهب إلى الدوار حيث يقطن أفراد هذه العصابة الذين يرّوعون الساكنة منذ سنوات".