اتهم ناشط حقوقي الطاقم الطبي بمستشفى تيفلت بإقليم الخميسات، بتعريض زوجته الحامل للخطر، ما دفعها إلى وضع مولودها في مرحاض المستشفى، وهو الأمر الذي جعل الزوج يستشيط غضبا، ويستنكر ما وصفه بإهمال الطاقم الطبي، قبل أن يتم اعتقاله بتهمة إهانة موظف، وإحالته على النيابة العامة اليوم الاثنين. إدارة مستشفى تيفلت نفت، في اتصال مع جريدة هسبريس، نفيا قاطعا أن تكون زوجة الناشط الحقوقي المحتج قد ولدت في مرحاض المركز الصحي، حيث شدد مدير ذات المشفى على أن ما روجه هذا المواطن وزوجته "مجرد مزاعم لا أساسا لها من الصحة ولا المنطق"، وفق تعبيره. الشعور ب"الحكرة" وقال الناشط في المركز المغربي لحقوق الإنسان بإقليم الخميسات، عبد العالي فقري، إن زوجته تعرضت للإهمال أثناء مخاض الولادة بمستشفى تيفلت، حيث اضطرت للولادة بالمرحاض، بسبب ما قاله إنه "تعنت الطاقم الطبي، وغياب الروح الإنسانية في نفوسهم". وتقول رواية الجمعية الحقوقية، ضمن بيان توصلت به هسبريس، إن فقري انتقل إلى المستشفى بزوجته بعدما جاءها المخاض، إلا أنها تعرضت للإهمال وخطر الموت، بعدما رفض الطاقم الطبي توفير العناية لزوجته، بدعوى أنها لا زالت لم تصل بعد لمرحلة الولادة". وأضاف المصدر أن الطاقم الطبي ترك زوجة الناشط الحقوقي دون عناية رغم الوجع ونداءات استغاثتها، حيث تمت مطالبته بإرجاعها إلى منزلها"، متابعا بأن الغضب تملك الزوج الذي شجب ما بدر من الطبيب في حق زوجته، فكان الرد استدعاء ضابط شرطة اعتقل فقري، وأحاله على النيابة العامة التي أمرت بتقديمه يوم الاثنين". وذكر المركز أن مواطنين عاينوا كيف أن الزوجة اضطرت إلى الولادة داخل مرحاض المستشفى، في وضع مهين ولا إنساني"، مبرزا أنه "يتوفر على شهادات صوتية موثقة لمواطنات كن شاهدات على الواقعة، يؤكدن أن فقري لم يتجاوز حد استنكار تصرفات "القابلات" والطبيب المولد لزوجته بمستشفى تيفلت. وطالب عبد الإله الخضري، مدير الCMDH، بتدخل كل من وزير الصحة ووزير العدل والحريات، لأن مثل هذه الممارسات تتسبب في الشعور ب"الحكرة"، وتنتهك القوانين ممن يفترض أن يحموها، وتعم الفوضى، وتحدث الكوارث في المجتمع، فالظلم أساس كل فوضى". وقال الخضري، في تصريح لهسبريس، إنه لا يحق لبعض الأطباء والممرضين إذا كانت لهم مشاكل مهنية أن يُسقطوها على المواطنين البسطاء"، مردفا أنه "إذا كان هناك خلل في شروط الولوج إلى المهن الطبية، فإن السبب عدم مراجعة شرط السلوك الحسن، والروح الإنسانية". رأي إدارة المستشفى ولمعرفة رأي الجهة الثانية، اتصلت هسبريس بالدكتور الفداوي، مدير مستشفى تيفلت، والذي نفى بشكل جازم أن تكون زوجة الناشط الحقوقي أو غيرها قد تمت ولادتها في مرحاض المستشفى، وقال "هذا الأمر لا يُعقل ولم يحصل البتة في مركز صحي يحترم مرضاه". وأوضح مدير المستشفى أن كل ما حصل هو سوء تواصل وتفاهم حدث بين زوج المرأة الحامل والطاقم الطبي، الشيء الذي تطورت معه الأوضاع إلى أن تم اعتقال المعني بالأمر، مشيرا إلى أن "عددا من الطاقم الطبي حاولوا تهدئة الزوج الذي كان في قمة غضبه بدون جدوى". واسترسل بأن تجربة 20 عاما من هذه المهنة علمته بأن الصبر هو علاج كل الحالات التي ترد على المركز الصحي، وبأنه يتمنى أن يتم حل المشكلة سريعا لما فيه مصلحة الجميع"، قبل أن يشير إلى أنه "لا يمكن أن تلد المرأة في مرحاض والمشفى يتوفر على 3 قاعات للتوليد". ولفت مدير المستشفى إلى أنه إلى حدود اليوم لا تزال الزوجة متواجدة بالمشفى، تنال حظها من العناية اللازمة من طرف الطاقم الطبي والتمريضي، رغم مرور أزيد من 48 ساعة على ولادتها، بسبب رفضها المغادرة إلى حين عودة زوجها"، مضيفا أن "المستشفى لا يمكنها أن تخرج النفساء بالقوة" وفق تعبيره. المركز الحقوقي قدم رواية أخرى بخصوص تواجد زوجة الناشط، عبد العالي فقري، في المتشفى ذاته، مفادها أن "السلطات المحلية لمدينة تيفلت أمرت بإخلاء المرأة النفساء للمستشفى، أو طردها بالقوة"، وهو الأمر الذي ينفيه مدير المشفى الذي أكد أنه لا يمكن إخراجها بالقوة.