قال المخرج السينمائي المغربي حسن بن جلون إن دور الفنان هو الدفع بالمجتمع إلى "ما هو أرقى وأكثر تقدمية"، معتبرا أن ذلك يمكن أن يتم بشكل تدريجي، خاصة في مجتمع عربي "يجر وراءه تقاليد ثقيلة". وأعرب بن جلون، في حديث لصحيفة (الصباح) التونسية; على هامش مشاركته مؤخرا في مهرجان وهران للفيلم العربي الذي عرض له فيلم (المنسيون)، عن اعتقاده بأن المغرب وتونس "تجاوزا الكثير من التابوهات والمسكوت عنه مقارنة بأوضاع باقي الدول العربية". وأشار في هذا السياق إلى أن ثلاثي السياسة والدين والجنس "لم يعد من الممنوعات التي لا يمكن الاقتراب منها، على الأقل في هذين البلدين". وعن فيلمه الأخير (المنسيون) قال حسن بن جلون إنه "من المهم أن ندرك أن المجتمع العربي له خطوطه الحمراء، التي لا يمكن كسرها مرة واحدة"، فيما سجلت الصحيفة أن الفيلم تناول بشكل جريء الهجرة السرية للشباب من بلدان جنوب المتوسط إلى "الجنة المزعومة" في أوروبا وما يتعرضون له من"استغلال وامتهان لإنسانيتهم رمزيا وجسديا"، مستحضرة رأي البعض الذي يرى أنه بالرغم من جرأته فقد "توقف في منتصف الطريق". وأضاف بن جلون أن الفنان وإن كان هو الذي يرسم لنفسه هذه الخطوط الحمراء، فهو يضع لنفسه أسلوب عمله وأهدافه "دون الاصطدام بالمجتمع". وفي هذا السياق، يرى بن جلون أن السينما القديمة خاصة المصرية بالأبيض والأسود، كانت تتميز ب`"الجرأة والحرية والجمال"، مستغربا تراجع سينما اليوم عن هذا التوجه، لدرجة أن "أقل مشهد يثير ردة فعل" من جهات مختلفة. وحول الخلاصة من تناول فيلم (المنسيون) لظواهر الهجرة السرية والبطالة وتجارة الرقيق الأبيض، قال المخرج إنه استند في إعداد فيلمه على دراسات أنجزت في عدد من الدول الأوروبية والعربية، وأظهرت أن المجتمعات العربية غير متسامحة مع الفرد وتقسو عليه. وخلص إلى أن معالجته للموضوع "لا تهدف إلى إدانة الفرد، بل أراد على العكس من ذلك أن يبين أن كرامة الفرد منتهكة في عدة بلدان عربية، يغيب فيها احترام المرأة وتداس حقوق المواطن". وعلى صعيد آخر، أشار إلى أن "المنسيون"، الذي عرض على مدى ثلاثة أشهر في المغرب، سوف يعرض تجاريا قريبا في تونس والجزائر، معربا عن أمله في أن يعرض في بلدان عربية أخرى.