ارتدت ساحة جامع الفنا الشهيرة بمدينة مراكش حلة جديدة اكتستها، في سياق مبادرة جاءت بدعم من المجلس الجماعي للمدينة الحمراء، حيث أشرف عبد السلام بيكرات، والي جهة مراكش، على تأثيث فضاء جامع الفنا بما يسمى "الگلسات" الجديدة الخاصة بالمطاعم. ويرتقب رواد الساحة والعاملون فيها، وأبناء المدينة الحمراء، من عملية تجديد وعصرنة أزيد من 60 "حنطة للمأكولات"، والتي تمت يوم الاثنين الماضي، يُنتظر منها تحسين الخدمات المقدمة للسياح من جهة، والرقي بمنظرها انسجاما مع مكانتها التاريخية، واستجابة لطلبات زوارها من جهة ثانية. وتقوق مصادر جمعوية بمراكش، تعنى بجمالية الساحة الشهيرة، إن المبادرة تسعى أساسا إلى إعادة الاعتبار للساحة التي ساد فيها قانون الأقوى، مما أدى إلى اندثار مأكولات شعبية تشبع جوع البسطاء، وذلك بدمج بعض "الكلسات"، وتحويلها إلى صالون كبير"، وفق تعبير الجمعويين. مبارك بنديش، رئيس جمعية ساحة جامع الفنا للمأكولات والمشروبات، وواحد من تسعة مهنيين يتوفرون على "صالون"، أوضح أن وجود "الصالون" بمساحة معتبرة، يفرضه وجود نوع من الزبائن، يصعب عليهم أن يجلسوا قرب "دخان المطبخ"، ويفترض أن يتم استقبالهم في ظروف أحسن. وعبر أصحاب "الكلسات"، تحدثوا لجريدة هسبريس، عن تذمرهم من عدم ربط براريك ساحة جانع الفنا لحد الآن بالماء والكهرباء وقنوات الصرف الصحي، بالرغم من الوعود المقدمة، ومن وجود محلات فاخرة بجانب الساحة احتلت جزء من مساحتها للتضييق على المهنيين. واشتكى هؤلاء من إلزامهم بدفع 35 ألف درهم من مالهم الخاص، مقابل الصالون المكون من مادة "إينوكس"، دون أي تدخل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما وعدتهم بذلك السلطات المحلية والمجلس الجماعي. وفي المقابل، أكد كمال بلكيال، مسؤول القسم الاجتماعي، بولاية مراكش تانسيفت الحوز، في اتصال هاتفي لهسبريس، أن القسم لم يتلق أي مشروع من المهنيين بالساحة، باعتبار أن المبادرة تمول المشاريع، بناء على الطلبات المقدمة. وأفاد المتحدث أن المبادرة لا تقدم المساعدة إلا لمن هم في حالة العوز، أما ساحة جامع الفنا، بحسب المتحدث ذاته، فتضم مهنيين يتجاوز دخلهم 10 آلاف درهم في اليوم.