أعلنت مؤسسة كلينتون عن تعديلات جديدة في سياستها العامة، لن تقبل بموجبها المساعدات المادية التي تقدمها لها حكومات أجنبية، إلاّ من تلك الحكومات التي سبق لها أن دعمت برامج المؤسسة سابقًا، وهي أستراليا وكندا وألمانيا وهولندا والنرويج والمملكة المتحدة، ممّا يعني استثناء المغرب. هذا التعديل الذي نشرته المؤسسة في بيان على موقعها الرسمي، يوم الخميس الماضي، يأتي بعد انتقادات واسعة من الرأي العام الأمريكي لهيلاري كلينتون، التي تتزعم المؤسسة رفقة زوجها بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي الأسبق، وابنتهما تشلسي، بسبب إعلان قبول المؤسسة مساعدات من دول أجنبية، من بينها المغرب، ممثلًا في المكتب الشريف للفوسفاط. وتصل قيمة الدعم المالي الذي كان المكتب ينوي تقديمه إلى مليون دولار أمريكي (حوالي مليار سنتيم مغربي)، وهو ما اعتبره مناوئون لهيلاري كلينتون، التي تستعد لخوض حملة انتخابية في سباق رئاسة الولاياتالمتحدة، أمرًا منافيًا للقواعد الأخلاقية، لا سيما أن هيلاري انتقدت المغرب كثيرًا عندما كانت وزيرة للخارجية، حسب ما جاء في صحيفة أمريكية. ورغم إعلان كلينتون استقالتها من مجلس المؤسسة في الأيام الماضية، إلّا أن ذلك لم يجعلها تتلافى انتقادات معارضيها فيما يخصّ استقبال الدعم من المكتب الشريف للفوسفاط، الذي تتهمه أوساط حقوقية داخل الولاياتالمتحدة، باستغلال موارد المنطقة المتنازع عليها حسب تعريف الأممالمتحدة، ومنهم حقوقي اسمه جو بيتز، راسل كلينتون لأجل فكّ الشراكة مع ال OCP. ومن التعديلات الأخرى التي وردت في البيان الصحفي، أن المؤسسة ستعمد إلى الكشف عن المتبرّعين كل ثلاثة أشهر وليس بشكل سنوي كما كانت تفعل سابقًا، وأن المؤسسة لن تقبل المشاركة في أي مشاركة أو شراكات مع حكومات أجنبية ولن تحضر أي لقاءات تخصّ مبادرتها الدولية، بعد تلك المُزمع عقدها في ماي القادم، والتي تهمّ منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، ومنها لقاء مراكش. وقد أفادت أخبار صحفية أن هيلاري كلينتون لن تحضر لقاء مراكش في السابع والثامن من ماي القادم، بسبب خوفها من إمكانية تضارب المصالح واستغلال ذلك من خصومها السياسيين، وهو اللقاء الذي من المتوقع أن يحضر فيه الملك محمد السادس، إلى جانب زعماء آخرين، منهم الرئيس التنزاني والرئيس الرواندي، زيادة على رئيس مجلس إدارة المكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب. ورغم ما جاء في صحيفة "ألمونيتور" الأمريكية من أن كلينتون سبق لها أن انتقدت المغرب كثيرًا، إلّا أن الكثير من الأوساط تصفها بصديقة الإدارة المغربية، إذ سبق لها أن التقت بالملك محمد السادس في نيويورك عام 2013، في لقاء أبدت من خلاله تقديرها للروابط التي تجمع بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمغرب.