اعتبر محمد الكروج، المدير العام لوكالة التنمية الفلاحية، أن الاستثمار الفلاحي في الأسواق الإفريقية واعد، رابطا ذلك بالتوجه الذي اختاره المغرب في مجال الاستثمار بشكل عام نحو دول القارة السمراء. وزاد الكروج لهسبريس: "هناك العديد من الدول الإفريقية التي نقوم بزيارات متبادلة معها للبحث عن الفرص المتاحة فيها، في إطار إستراتيجية وطنية تهم جميع القطاعات"، نافيا أن تكون هناك تقاطعات على مستوى المجالات الحيوية. "لا توجد تنافسية في الاستثمار بإفريقيا بين القطاعات، والمغرب مطالب بالرفع من مستوى البحث عن فرص جديدة" يقول الكروج الذي شدد على ضرورة خلق نوع من التكامل بين القطاعات على مستوى جميع الوزارات، موضحا أن "اللقاءات بيننا وبين الدول الإفريقية تكون رفقة جميع القطاعات التي يمكنها أن تستثمر، ولا يقتصر الأمر على القطاع الفلاحي". وأشار الكروج أن وكالة التنمية الفلاحية، التي يديرها، "هدفها تدعيم الاستثمار الفلاحي وذلك بناء على الدراسة القبلية والموضوعية لفرص الاستثمار بالنسبة للدولة المغربية"، مشيرا "أننا ننسق في جميع الدول بناء على الإمكانيات المتاحة وأسواقها الداخلية". كما كشف عن وضع المغرب لقاعدة للاستثمار في دولة الكوت ديفوار تستهدف كافة إفريقيا، مبرزا أن "هدفها تمكين المنتجين المغاربة من إعادة التصنيع والتصدير نحو الدول الإفريقية". وأورد في هذا السياق أنه تم، خلال النسخة الثالثة من معرض الفلاحة والموارد الحيوانية التي نظمت بالكوت ديفوار بمعية حضور مغربي بارز، التوقيع على العديد من الاتفاقيات التي تهم الحبوب، والقطاني، وإنتاج الدجاج والتفريخ، معتبرا الأمر جيدا بالنسبة للقطاع الفلاحي المغربي، وخصوصا في ظل التتبع الذي تقوم به كل من الوكالة ووزارة الفلاحة والصيد البحري. ويرى الكروج في تقييمه للعلاقة بين المغرب وإفريقيا أنها لن تكون ظرفية بل إستراتيجية، مبرزا أنه "تتم مواكبة المستثمر المغربي، وذلك وفق اتفاقيات بين المغرب من جهة وهذه الدول، وهو ما يعطي إطارا قانونيا تشرف عليه وزارة الفلاحة". وتشير معطيات الوكالة إلى أن السنتين الماضيتين شهدتا رفع الصادرات المغربية نحو الكوت ديفوار ب 20 في المائة مقابل ارتفاع الصادرات الايفوراية نحو المملكة بنحو 60 في المائة، وقال الكروج إن "هذا الارتفاع دليل على أن العلاقات ليست ظرفية، لوجود طلب على المنتجات المغربية". وحول ما إذا كانت السوق الإفريقية ستخلق تنافسا يمكن أن يضر المنتوجات المغربية، خصوصا في مواجهة الأسواق التقليدية، أوضح الكروج "أن أهمية الأسواق السمراء لا يمكن أن تتنافى مع الأسواق التقليدية الأوربية والأسيوية". وبرر ذلك بوجود "منتوجات تغطي الشركاء الحاليين، والهدف هو تنويع الأسواق لمواكبة الإنتاج المغربي الذي سيرتفع وفقا لمخطط المغرب الأخضر، وكذلك الجودة وتثمين المنتوجات وهذا ما سيخلق الطلب الخارجي، لأن هناك إقبال كبير على المنتوجات الغذائية على الصعيد العالمي"، يختم الكروج حديثه مع هسبريس.