جولة اليوم في أبرز اهتمامات الصحف المغاربية

ركزت الصحف المغاربية، الصادرة اليوم الاثنين، اهتماماتها أساسا حول المسيرة الكبرى المناهضة للإرهاب في تونس ومشاركة موريتانيا في القمة العربية بشرم الشيخ.
ففي تونس اهتمت الصحف بالمسيرتين الشعبية والرسمية ضد الإرهاب اللتين نظمتا بالعاصمة التونسية في اتجاه (متحف باردو) الذي استهدفه هجوم إرهابي مؤخرا وأودى بحياة 22 شخصا، إضافة إلى القضاء على الجزائري لقمان أبو صخر، زعيم "كتيبة عقبة بن نافع" التابعة ل(تنظيم القاعدة).
وتحت عناوين " في مسيرة شعبية وأخرى رسمية : إرادة عالمية في وجه الإرهاب" و"وطننا مهاب ولا يخشى الإرهاب" و" تونس أقوى من الإرهاب" و"مسيرة شعب ضد الإرهاب..الرسالة وصلت" و"العالم بصوت واحد في تونس: سنهزم الإرهاب"، رصدت الصحف التونسية فعاليات المسيرتين الرسمية والشعبية ضد الإرهاب، والتنديد بالهجوم الغادر الذي استهدف المتحف.
وأوردت هذه الصحف تصريحات قادة دول وحكومات ومنظمات عربية ودولية وشخصيات سياسية ومدنية مرموقة، أعربت فيها عن تضامنها مع تونس وتنديدها بالاعتداء الإرهابي الذي استهدفها، وإصرار وتصميم المجتمع المدني على التصدي لهذه الآفة.
وفي هذا السياق كتبت صحيفة (الشروق) أن "أكثر من 30 ألف متظاهر أجمعوا أمس على أن تونس أرضا للسلام وليست للإرهاب، وأن الشعب التونسي سيظل صفا واحدا للذود عن مناعة التراب التونسي"، مضيفة أن " الحضور الملفت للانتباه للمتظاهرين أمس بساحة باردو كان رسالة قوية مضمونة الوصول إلى الإرهابيين والمتطرفين بأن التونسيين مهما اختلفت ألوانهم السياسية فإن حب الوطن يوحدهم ويجعلهم لحمة واحدة ضد الإرهاب".
من جهتها، كتبت صحيفة (التونسية) أنه "فيما تضاربت الأرقام ، يرجح أن ما بين 40 و50 ألف تونسي كانوا في الموعد منذ ساعات الصباح الأولى لتسجيل حضورهم في المسيرة الدولية ضد الإرهاب..الراية الوطنية رفرفت عاليا..وأطفال حملوا الزهور...جماهير حرصت على أخذ صورة مع رجال الأمن الذين حضروا بكثافة لتأمين هذا الحدث الضخم..أحزاب ومنظمات كانت في الحشود..وضيوف من الوزن الثقيل كانوا إلى جانب رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي".
ونقلت الصحيفة عن السبسي قوله، في ختام المسيرة الرسمية، إن "تونس ستكون عصية على الإرهابيين وقلعة منيعة، وأن الشعب التونسي لن يخضع لهم وسيقف صفا واحدا في مواجهة الإرهاب"، مشيرا إلى أن "تونس لن تكون بمفردها في حربها على الإرهاب".
وعلى المستوى الأمني توقفت كل الصحف التونسية عند حصيلة العملية النوعية التي نفذتها قوات الأمن، والتي أطاحت بزعيم "كتيبة عقبة بن نافع" المتهمة بالضلوع في العديد من العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس، معتبرة أن هذه العملية تعد "ردا موجعا ونوعيا" على الهجوم ضد متحف باردو، و"مؤشرا قويا على تصميم وعزم تونس القضاء" على هذه الآفة الفتاكة.
وفي هذا السياق، وتحت عنوان "الضربة القاتلة"، كتبت صحيفة (الصريح) في صفحتها السياسية أن "الإرهابي لقمان أبو صخر من أخطر الإرهابيين في منطقة المغرب العربي..وتعد عملية مقتله التي تمت أمس الأول بمنطقة قفصة خطوة هامة على طريق الإطاحة بالإرهاب في تونس والجزائر وليبيا وكامل المنطقة" .
ونقلت عن وزير الداخلية، ناجم الغرسلي، قوله إن "نجاح المسيرة الوطنية الدولية تزامن مع نجاح العملية الأمنية النوعية وغير المسبوقة التي جرت بقفصة بما يجعل من الحدثين رسالة واضحة إلى الإرهابيين على نجاح تونس أمنيا وعسكريا ووطنيا وشعبيا في معركتها ضد الإرهاب"
وتحت عنوان "مكالمة هاتفية كشفت المستور: مقتل لقمان أبو صخر أنقد البلاد من كارثة"، نقلت صحيفة (الصباح) عن وزير الداخلية ، قوله في تصريح صحفي، إن وحدات الحرس الوطني (الدرك) "تمكنت من إماطة اللثام عن مخطط كان لقمان أبو صخر بصدد التحضير له، والمتمثل في الذهاب إلى الحدود التونسية الليبية لاستلام سيارات مفخخة من أجل تنفيذ عمليات تفجير في تونس"، مضيفا أن الوحدات المختصة تمكنت من معرفة الطريق الذي سيسلكونه ونفذوا كمينا محكما سقط فيه قائد "كتيبة عقبة بن نافع" الجزائري.
وفي الجزائر نوهت صحيفة (ليبيرتي) بما أسمته "الحلف المقدس" بين كافة المواطنين التونسيين من مختلف المشارب الذين تظاهروا ضد الإرهاب "وغلبوا بهذا السلوك مصلحة بلدهم على أي شيء آخر" مبرزة أن "الرد السريع، على جبهتين، للحكومة التونسية عقب الاعتداء الدامي على متحف باردو يعد دليلا على أن التعبئة الشعبية تأتي متناغمة مع الرد العسكري".
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى أنه "بالتزامن مع تنظيم المسيرة المناهضة للإرهاب أمس الأحد قامت قوات الأمن بتصفية مجموعة تضم تسعة إرهابيين"، مسجلة أن "هذين الانتصارين يتيحان للتونسيين نسج اتحاد مقدس إلى أن يتم استئصال التيار الإسلاموي".
أما صحيفة (الوطن) فكتبت، من جانبها، أن التونسيين خرجوا بأعداد غير مسبوقة إلى الشارع "حيث حجت أسر بكاملها للتعبير عن حبها لتونس، للمساواة ونبذ الكراهية التي ينشرها الإرهابيون"، مشيدة بالتعبئة الكبيرة لمؤسسات المجتمع المدني التي حضرت بقوة في المسيرة المناهضة للإرهاب.
بدورها تساءلت صحيفة (ليكسبريون) "لماذا يتم استهداف هذا البلد¿" قبل أن تجيب بأن" القرب من ليبيا الغارقة في العنف ليس إلا سببا من بين أسباب أخرى تفسر هذه الهجمات"، معتبرة أن تونس تمثل أداة بالنسبة لتنظيم (داعش) لتحقيق أهدافه بالتمدد إلى بلدان أخرى.
وفي الموضوع ذاته صحيفة كتبت (لوسوار دالجيري) في تعليق لها أن "الإرهاب وحد مرة أخرى العالم لكن هذه المرة في العاصمة التونسية"، فيما دعت صحيفة (لوكوتيديان دوارن) إلى "تعزيز التضامن الدولي مع تونس".
وفي موريتانيا، تطرقت الصحف إلى مشاركة وفد موريتاني في المسيرة الشعبية ضد الإرهاب التي نظمت، أمس الأحد، بالعاصمة التونسية قاده رئيس الجمعية الوطنية محمد ولد إبليل تضامنا من الشعب الموريتاني مع الشعب التونسي.
كما واصلت الحديث عن إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) الذي أوشك على إكمال شهره الثاني، وتأكيد الرئيس الموريتاني على أن الدولة لن تتخلى عن هذه المؤسسة، واعتباره أن مطالبة العمال بزيادات في الأجور في هذه الظرفية الاقتصادية الصعبة " أمرا غير معقول ".
وفي هذا السياق قالت صحيفة (الفجر) إن الرئيس محمد ولد عبد العزيز "ألمح إلى رفض ممهدات الحوار وقلل من فعالية إضراب سنيم"، فيما نقلت (الأمل الجديد) عن بعض مناديب العمال قولهم إن موقف الرئيس كان "منحازا" للشركة.