بطلب من أحزاب المعارضة البرلمانية، عقد ثلاثة أعضاء من الديوان الملكي، لقاء مع زعماء أحزاب المعارضة، يوم الجمعة الماضي، وذلك لمناقشة وضعية العلاقات بين المؤسسات، وخصوصا المعارضة بالبرلمان والحكومة، وتحديدا رئيسها عبد الإله بنكيران. وأفاد مصدر من داخل المعارضة تحدث لهسبريس، بأن موضوع اللقاء لم يكن بخصوص الانتخابات المقبلة، لأن هذا يهم المعارضة والحكومة، مضيفا "خاطبنا الحكومة، ممثلة في وزارة الداخلية، وقمنا بالاحتجاج، وانسحبنا من لجنة الداخلية بسبب انفرادية الحكومة". وأوضح مصدر الجريدة، أن أسباب اللقاء الذي طلبته المعارضة، عشية الخميس، واستجاب له الديوان الملكي، تتمثل في وضع حد للتصريحات التي وصفت بالخطيرة لرئيس الحكومة، الذي قال في نشاط حزبي له إن "الملك محمد السادس قاوم ضغوطا كادت تعصف بحكومته". ودام اللقاء زهاء 3 ساعات، وحضره توفيق احجيرة، ممثلا عن حزب الاستقلال الذي يوجد أمينه العام في تركيا، وإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ومصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ومحمد أبيض، الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري. وطرح زعماء أحزاب المعارضة، على أنظار كل من مستشاري الملك، فؤاد علي الهمة، وزليخة نصري، وعبد اللطيف المنوني، طريقة إقحام رئيس الحكومة للملك في موضوع للتدافع العادي بين مؤسسة الحكومة ومعارضة البرلمان، معتبرين أن المقصود بخطابات رئيس الحكومة أحزاب المعارضة. وأكد زعماء أحزاب المعارضة، حسب ذات المصدر، أن إقحام رئيس الحكومة للملك محمد السادس في التدافع بين السلطة التنفيذية والمعارضة، يعتبر بمثابة "انزلاق لابد أن يوضع له حد، لأنه يهدد المؤسسات في عمقها". "المعارضة بلغت هذه الرسالة التي تحمل تخوفات وهواجس، للمؤسسة الملكية، لضمان المنافسة السياسية الطبيعية، ودون إقحام للملك في هذه المعارك"، يقول ذات المصدر لهسبريس، مضيفا "إننا أمام رئيس حكومة لا يعرف القواعد السياسية الديمقراطية، فإما أن يفوز في الانتخابات، أو يشكك فيها، ويقحم الملك"، قبل أن يشير أنه من بين الرسائل التي نقلت للديوان الملكي، "كون العنف في الخطاب الذي لم يشهد المغرب مثيلا له يهدد المغرب في استقراره". وكان رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران قد صرح في قلءا حزبي إن "الخصوم ديالنا ما خلاو ما دارو باش يشوشو علينا ويوقفونا، ولكن هاد البلاد فيها البركة ديال الله، وفيها الشرفاء، وفيها سيدنا محمد السادس الله ينصرو، الذي رفض الخضوع للضغوط". وأضاف بنكيران "الحكومة فواحد الوقت كانت غادا تمشي، ولكن بفضل الله سبحانه وتعالى جلالة الملك بْغا باش تستمر"، مسجلا أن تهديدات طالته، بالقول "كانَ هناك من تعرّض لي، ولكن سيدنا وقْف معايا".