اعترف عبد الإله بنكيران بصعوبة المسؤولية الملقاة على عاتقه في الحكومة، إذ صرّح بمواجهته تحديات كبيرة وأنه ارتكب بعض الأخطاء في ولايته، غير أن ذلك لم يمنعه من الافتخار بما أسماها "منجزات" حققها للمغاربة، الذين قال إنهم يحبونه أكثر من السابق ومن بقية السياسيين الذين يعارضونه، فهو "إنسان قاصح" وليس كذابًا، له علاقة جيدة مع الملك، ويعاني من محاربة الفساد له. وتحدث بنكيران في حوار مع إذاعة ميد راديو، مساء اليوم الجمعة، أنّ الهدية الأولى التي قدمها للمغاربة هي إيقافه لحراك الشراع ومساهمته في عودة الطمأنينة إلى المغرب، خاصة وأن آثار "الربيع العربي" كانت صعبة في المنطقة، إذ إن المغرب كان الدولة الوحيدة التي استفادت منه، يقول بنكيران الذي عدّد "إنجازات" حكومته، ومن ذلك: نزول مصاريف صندوق المقاصة، وولوج الوظيفة العمومية عبر المباراة، وارتفاع نسبة ثقة رجال الأعمال، وارتفاع أموال المساهمة الإبرائية، ودعم الأرامل، وخفض أثمنة بعض المواد الغذائية. وانتقل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى الحديث عن علاقته بالملك محمد السادس، فهذا الأخير يساهم في استقرار المغرب، وشكّل بخطابه يوم 9 مارس 2011 وبحرصه على نزاهة الانتخابات "ضربة معلم"، يقول بنكيران، مضيفًا أن الملك يقوم بدور كبير في المغرب، وأنه (أي بنكيران) يتخلّى كثيرًا عن رأيه أمام الملك، لأنه "مأمور بطاعته في القرآن الكريم"، محذرًا المغاربة بقوله:" إيّاكم أن تلعبوا مع الدور الذي يلعبه الملك في البلاد". وتحدث بنكيران في هذا الحوار الذي أجراه معه الزميل رضوان الرمضاني كيف أنه وجد البلاد تسير إلى الهاوية عند مجيئه، لذلك قرّر أن يقوم بالإصلاح حتى ولو كان الشعب هو من سيتحمل تكلفته، مستطردًا:" اللّهم قاصح ولا كذاب، وإذا أراد المواطنون مني أن أرحل، والله لن أزيد يومًا. إلّا أن شعبيتي تزداد على الدوام، والناس يفرحون بي اليوم أكثر من السابق". وانتقل رئيس الحكومة للحديث عن مرسوم تعويضات سكن رجال السلطة، معترفًا أنه لم يقدّر آثار هذه التعويضات الكبيرة حتى وإن كان الأعلى منها لا يصل في درجته الصافية إلّا ل20 ألف درهم، وبالتالي فقد دفعته احتجاجات المواطنين إلى توقيف هذا المرسوم إلى أجل غير مسمى. وبالحديث عن قرارات الحكومة الأخرى التي أثارت ضجة، أشار بنكيران إلى أن إصلاح قطاع الكهرباء عبر الرفع من التسعيرة لن يمسّ قرابة 4 مليون مشترك ممّن يوجدون في خانة الفقراء، وأن قرار "الأجرة مقابل العمل" أعطى نتائجه نظرًا لتراجع حدة الإضرابات منذ مدة، مستشهدًا بالآية القرآنية "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ " كي يقول إنه لا يجوز منح أجرة لمن يوقف العمل، مردفًا:" إيقاف الإضراب أهمّ عندي من إصلاح المقاصة". وفيما يخصّ رفع الدعم عن السكر وغاز البوطان، لم يعرْ بنكيران للسكر أيّ أهمية مبرزًا أن الدولة تصرف عليه 5 مليار درهم سنويًا وأنه ليس بالمادة الضرورية، بيدَ أن غاز البوطان هو المهم، ف"الدولة تؤدي مع كل قنينة غاز 64 درهمًا، ولو رفعت الدعم لتضرّرت الطبقات الفقيرة التي ستعبئ القنينة بقرابة مئة درهم، وبالتالي فنحن لم نرفع هذا الدعم إلّا إذا وجدنا طريقة ناجعة لاستفادة الفقراء"، موردًا أن 60% من دعم "البوطة" يستفيد منه الأغنياء، وأنه شخصيًا لا يستفيد من هذا الدعم. وكعادته في مجموعة من خرجاته، كرّر بنكيران القول إنّ الفساد هو من يحاربه ويطالبه بالرحيل في المظاهرات، وأن الحكومة تحاول الحد منه عبر تحريك مجموعة من الملفات. موردًا في سياق آخر أن الحكومة لا تقترض من أجل "جلب النكافات"، بل من أجل سدّ العجز، ف"قد مرّت أشهر لم نكن نجد في الخزينة ما نؤدي به الموظفين، أما الآن فلدينا حوالي 20 مليار درهم. وابتداءً من 2016، سيبدأ معدل اقتراضنا بالانخفاض"، قبل أن ينفي في نهاية الحوار ما راج عن تعديل حكومي قادم، مبرزًا أن الأمر يتعلّق بتعويض محمد أوزين بوزير آخر.