أصدرت حكومة "الكوت ديفوار" قرارا بإعفاء سفيرها لدى منظمة الأممالمتحدة، يوسف بامبا، من مهامه على خلفية تصريحات أدلى بها أمام المنظمة، نقلا عن صحيفة "جون أفريك" الفرنسية، والتي عبر فيها عن موقفه المناوئ لقضية الصحراء المغربية، خصوصا أنها تعارض سياسة أبيدجان الرسمية في هذا الشأن. وقال السفير بامبا إن "الصحراء الغربية هي الأرض الوحيدة التي لم تحصل بعد على استقلالها في القارة الإفريقية"، وهو تصريح دفع بوزير الدولة الإيفواري، شارل كوفي ديبي، إلى توجيه رسالة إلى الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، بان كي مون، في الثاني من شهر مارس الجاري، تقضي بإعفاء المعني من مهامه الدبلوماسية. وتابع ديبي بأن تصريحات بامبا "لا تتماشى وموقف الكوت ديفوار التي تقر بمغربية الصحراء"، معتبرا وصف الصحراء ب"المستعمرة الأخيرة في أفريقيا" بالعبارة التي من شأنها أن تلقى فهما خاطئا من طرف الدبلوماسية المغربية، كونها تنم عن "دعم ضمني من قبل ذات الدبلوماسي لأطروحة جبهة البوليساريو". وغادر الدبلوماسي الإيفواري لدى الONU العاصمة نيويورك استجابة لقرار إقالته، لكنه في ذات الوقت "نفى الوقائع المنسوبة إليه بدعوى أنه لم يكن حاضرا في مناقشات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار في الأممالمتحدة، والمنعقدة في ال13 من شهر أكتوبر"، كما قرر متابعة أسبوعية "جون أفريك" قضائيا. في المقابل، أكد رئيس الكوت ديفوار، الحسن درامان وتارا، بأن "موقف بلده من قضية الصحراء ثابت، وأن الحكومة لن تدع مثل هذه التصريحات تمر، خاصة أنها صدرت على لسان ممثل دبلوماسي بمنظمة الأممالمتحدة، كما أنها قد تتسبب في أزمة سياسية بين أبيدجان والرباط، واللذان تربطهما علاقات جيدة على جميع الأصعدة" وفق تعبيره. قرار حكومة الكوت ديفوار، جاء بشكل استباقي تجنبا لحدوث أزمة دبلوماسية بين بلدين تربطهما علاقة صداقة واحترام متبادلين، خاصة بعد الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس للبلاد ضمن زيارة موسعة شملت مجموعة من البلدان الأفريقية.