دفعت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران حول وزير الدولة ونائبه الراحل عبد الله باها، البرلماني عن حزب الاستقلال عادل بنحمزة، إلى مطالبة وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، بإعادة فتح تحقيق في ملابسات وفاته. ويأتي طلب البرلماني المعارض، بعد حديث لبنكيران، والذي أكد خلاله أنه مستعد للموت في سبيل الله بعد وفاة نائبه بها، وهو ما اعتبره بنحمزة أنه "كلام يوحي بغموض كبير في ظروف وملابسات وفاة وزير الدولة". بنكيران الذي كان يتحدث نهاية الأسبوع أمام حشود من مناصريه بالدشيرة قرب أكادير، قال "لن نحتاج أن نتكلم معكم وبعدما عرفتمونا وشهدنا النتيجة لكم واسع النظر"، مضيفا "إذا أردتمونا سنظل معكم إلى أن نلقى الله، وإذا مات سي بها فنحن مستعدين كلنا أن نموت في سبيل الله، وعلى ودكم مستعدون أن نموت في سبيل الله". وأضاف رئيس الحكومة أن "هناك من يهدد، ونعرف أن نقرأ الأمور، ولكن لا نريد أن نفضح الأمر، وإذا أرادنا الشعب سنبقى معه"، مخاطبا الحضور، "خاصكم اليوم تفهمو علاش جيت عندكم، كاتعقلو أني دائماً كانجي أنا وسي عبد الله بها رحمه الله، واليوم جيت بوحدي لأنه مشا عند الله، وعندما يرى الانسان أن صديقه ذهب لابد أن يستعد ويوجد راسو"، على حد تعبير بنكيران. ووجه بنحمزة في هذا السياق سؤالا كتابيا إلى وزير العدل والحريات، أكد خلاله أنه "صدر عن رئيس الحكومة بالمهرجان الخطابي المنعقد بالدشيرة تصريح قال فيه، "هناك من يهددنا ونحن نعرف قراءة الرسائل، لكننا لا نريد أن نفضح الأمور، وإذا مات سي باها فنحن مستعدون للموت في سبيل الله"، مطالبا بإعادة فتح تحقيق نزيه في وفاة الرجل، بناء على الخطاب الأخير لرئيس الحكومة. وسأل البرلماني الاستقلالي وزير العدل والحريات عن "الإجراءات التي ستتخذونها قصد وضع حد لأي غموض واستثمار سياسي يلف هذا الموضوع"، والذي سبق أن حسم فيه وكيل الملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بالتأكيد أن وفاة وزير الدولة كانت إثر حادثة قطار. وأكد وكيل الملك على أنه بعد تصريحات كل من سائق ورئيس القطار وحارس الممر الأرضي الذي وقع فيه الحادث، وأيضا معاينة نتائج التشريح الطبي والخبرة الجينية وكشف المكالمات الهاتفية، فقد تبين أن "عبد الله باها قد توفي نتيجة حادثة قطار" مقررا حفظ المسطرة وإغلاق الملف نهائيا. وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية قد دعت كافة مناضلي الحزب ومن أسمتهم بالخائضين في وفاة باها، والمتسائلين عن الأسباب والحيثيات، إلى "الكف عن الخوض المبني على الظنون والإشاعات".