لم يترك تنظيم "داعش" أمراً غريباً ولا منطقاً عجيبا إلا وسلك من أجل حشد مزيد من الموالين، ففي حملة جديدة دعائية لمنهجه المتطرف وتهديدية لمن يصفهم بالمرتدين والصليبيين، أظهر شريط جديد للتنظيم الذي يتزعمه "أبو بكر البغدادي" المختفي عن الأنظار، مقاتلَينْ اثنين من الصم والبكم، وهما يحشدان الدعم ويطلقان عبارات التهديد لدول الغرب والعرب عبر لغة الإشارات. الشريط الجديد الذي أنتجته جهة إعلامية موالية ل"داعش" تدعى "المكتب الإعلامي لولاية نينوى" بالعراق، ركز على انضمام عدد من المقاتلين إلى صفوف التنظيم المتطرف في سورياوالعراق، مستعرضا مقاطع مصورة لمجندين يحملون أسلحة خفيفة وثقيلة، إلى جانب عروض عسكرية مصحوبة بعبارات تتحدث عن "التحاق المسلمين بأرض الخلافة وانضمامهم ب'الدولة الإسلامية' رغم حملات التضليل"، حسب تعبير المصدر المرئي. ويظهر هذا الأخير شاباً ملتحيّاً يرتدي قبعة سوداء موسوم عليها ملصق صغير لرمز "داعش"، مع رداء عسكري في اللون ذاته فيما يحمل سلاحاً رشاشاً وحزاماً عسكريّا، يتحدث وسط شارع وخلفه بناية شاهقة، مستخدما لغة الإشارة المخصصة للصم والبكم ومن تحته تظهر الترجمة باللغتين العربية والانجليزية، حيث افتتح خطابه قائلا "نحن الصم والبكم نوجه رسالتنا إلى العالم الإسلامي.. إلى المسلمين في أوروبا من عرب وعجم". وكعادة الأشرطة الدعائية ل"داعش"، وجه المقاتل الأصم والأبكم، الذي يدعى أبو عبد الرحمان، رسالته إلى مشاهديه بالقول إن "الطريق مفتوحة إلى دار الخلافة"، على حد زعمه، مضيفا أن "الدولة الإسلامية في تمدد"، قبل أن يتوجه بتهديداته المباشرة إلى كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، وأيضا لدول السعودية وقطر والكويت والأردن، في جمل تحريضية تحمل عبارات الذبح والقتل. أما المقاتل الثاني، وهو أصم وأبكم أيضا وظهر في مظهر عسكري يشبه الأول، فتحدث عن المهنة الموازية التي يشتغل فيها إلى جانب القتال، وهي شرطة المرور، حيث قال بلغة الإشارة "أنا أصم وأبكم.. أعمل في شرطة مرور الدولة الإسلامية مع أخي أبي عبد الرحمان"، متوجها هذه المرة بتهديداته في "هجوم قريب" لقوات البيشمركة التي وصفها ب"المرتدة"، مضيفا أنه "مرتاح في بلد يقام فيه شرع الله"، وفق زعمه. وتظهر لقطات الفيلم الدعائي الجديد الذي جاء في نحو 6 دقائق إلا 15 ثانية، أنشطة المقاتلَين في شوارع يقول إنها تعود لمدينة نينوى التابعة للموصل شمال العراق، حيث يقومان بمهام "شرطي المرور" بلابسهما العسكرية وهما يحملان أسلحتهما الرشاشة، عبر توجيه سائقي السيارات بالإشارات، قبل أن تنتقل المشاهد إلى مكان آخر حيث يظهر المقاتلان وهم يجهزان لإطلاق أربعة صواريخ عبر منصات بدائية بواسطة التحكم ن بعد.