وأنا أنصت وأقرأ عن أخبار المجازر اللغوية المرتكبة في حق لغات العالم على لسان وزراء حكومة ابن كيران تذكرت قصة الأعرابي الذي حضر صلاة الجمعة أيام خلافة بني أمية، فلما أخذ عبد الملك بن مروان يخطب في الناس، أخطأ الخليفة خطأ لغويا بسيطا فتغير وجه الأعرابي، فتجمل الأعرابي بالصبر والصمت، ثم أخطأ الثانية فصرخ: أوااه، فأخطأ الخطيب المرة الثالثة فلم يتمالك الأعرابي نفسه، وقال: أشهد أنك توليت هذا الأمر بقدر!، رغم أن الخليفة عبد الملك هو صاحب القولة الشهيرة: شيبني ارتقاء المنابر وتوقع اللحن. فأتخيل بعد لحظات أن الأعرابي نفسه عاد من جديد، وسمع لوزير عبد الاله بن كيران في التعليم، وهو يجمع كلمة ندوة في صياغة صرفية لم يقل بها لا أهل الكوفة ولا البصرة من أهل النحو ولا أصحاب الكسائي ولا خلان ابن سيبويه، أو أن هذا الأعرابي قرأ رسالة السيد الوزير لموظفيه التي لم تتجاوز الصفحة الواحدة لكن تجاوزت أخطاؤها عدد سطورها. فأجزم أنه بالتأكيد إلى جنب تمرغه في أول رصيف، وشهادته بأن الوزير تولى هذا الأمر بقدر لا بجهد وتمكن لغوي، أنه سيرجع إلى قبيلته ليحكي لهم نوادرنا اللغوية ) من اللغو بالطبع( التي )تفقص( ولا تضحك أحدا. وأكيد أن قومه سيكذبونه. وإن صدقه الأصمعي أنثربولوجي العصور الأولى فلن يدونها مع ما دون من نوادر الأعراب القدامى وأخبارهم لأنها أخطاء لا ذوق لغوي فيها، بل سيسرها في نفسه ولن يبدها لأحد. فبحق إن هذه الحكومة كارثة لغوية بامتياز، إنها حكومة أخطاء لغوية قبل أن تكون حكومة أخطاء سياسية وبروباغاندا خطابية، فكل يوم نسمع عن غارة لها على لغة من اللغات، يتحرشون بها ويدنسون شرفها بأخطاء نحوية وصرفية قاتلة ينتج قواميس كلمات لقيطة تهبنا لغة غير اللغة المتعارف عليها، وتتوالد على ألسنتهم جمل بشعة تراكيبيا ونحويا، حتى أنك ترتعد دواخلك إن أنت فكرت بامتحان أحد وزرائها بكتابة نص إنشائي عن وصف رحلة إلى غابة في يوم من أيام الله الجميلة، لكن تسكن هواجسك حينما تتذكر أنهم وزراء لشفوي فقط. فبعد أخطاء رئيس الحكومة مع الضمائر المستترة المتعلقة ب )دياله( و )ديال( الأخرين، وبعد الأخطاء المتكررة لوزيره بلمختار في حق العربية هاهو )يسبق العصا للغنم( وينفي معرفته باللغة الرسمية للبلاد، ولتنال )لانكاج( أخرى هي الفرنسية نصيبها من القصف العشوائي على لسان وزير الاتصال، ولتكتمل الفرجة اللغوية ولتهبنا تراجيديا لم يكتبها هومير ولا هيردوت ولم نقرأها لا الإلياذة والأوديسة لكن قد نكون قرأنا شبيها بقصتها في العهد القديم عن لعنة بلبلة اللسان، مع توجه مجلس عزيمان الى الاحتفاض باللغة الفرنسية كلغة ثانية عوض الانجليزية، بعد كان رئيس الحكومة، قد توعد الفرنسية وأبناء ماما فرنسا بأن المغاربة لن تكون الفرنسية قدرهم الوحيد فاللغة الإنجليزية لغة العصر بحسبه، ولغة العلم والبحث العلمي، ولغة التكنولوجيا، ولغة التجارة، ونحن نحتاج إلى اللغة الإنجليزية. لتتضح بعيدا عن أحلام بن كيران معالم أن قدرنا في واقع الحال هي أن نكون شعبا متفرنسا رغم أنفه و رغم لسانه. إنها مأساتنا مع أنفسنا ومع ألسنتنا ومع عقولنا الكافرة بلغتها، المؤمنة بلغات الآخر الغالب، في تمثل قولة ابن خلدون: طبع على المغلوب تقليد الغالب في الملبس والمأكل واللسان، يلخصه حادث مطالبة الكاتب العام لوزارة التعليم العالي السفير الروسي بالرباط بتقديم مداخلته بالفرنسية دون حياء ولا خجل من دستور البلاد ولا من مشاعر العباد، غير أن السفير الروسي فضل أن يقدم للمسؤول المغربي معروفا كبيرا، عبارة عن درس في الاعتزاز بالوطنية، عندما رفض تقديم مداخلته بالفرنسية كما طلب منه ليقدمها بلغة عربية فصيحة، لا نعرف أفهمها المسؤول المفرنس، وفهم معها الدرس أم استعصى عليه الأمر وبقي على غيه القديم وحبه الأبدي لفرنسيته. إن ما يشاع عن تراجع المجلس الأعلى للتربية، والتكوين والبحث العلمي عن إزاحة الفرنسية كلغة ثانية لنا، وبوادر انقلابه على مقترح تعويض لغة موليير بلغة شيكسبير، يؤشر على أن ألا أحد من المتفرنسين من تفريخة فرنسا سيسمح لأحد بالتنازل عن لغة يعتبرونها غنيمة حرب، في تغليط سفسطائي وتغطية مجازية تقلب الحقيقة، وتلعب على أوثار الحقيقة المرآوية الخادعة والمتأبلسة والمخاتلة، فأبدا لم تكن الفرنسية غنيمة حرب بالنسبة إلينا ولن تكون أبدا، بل هي، وفق التصور الخلدوني، دوما ستكون دليلا على التبعية والانتكاسة الفكرية للمغلوب، وأي حديث عن كونها سبية من سبايا الاستقلال هو غواية شيطانية بئيسة لذر الرماد في عيون الحالمين، فنحن من قدم إلى فرنسا غنائم كثيرة من طينة محمد خير الدين والطاهر بن جلون وأمين معلوف وآسية جبار واللائحة أطول من لائحة أسماء من خدموا العربية من جيل ما بعد توديعنا للماما فرنسا في إكس ليبان، وبالتالي نكون نحن من ضخخنا دماء وعقود جديدة في جسد وعمر الفرنسية الآيلة للاندحار والانحسار، وهذا ما آمن به الفرنسيون أنفسهم منذ عهد ميتران ولن نومن به نحن لأن ابن خلدون ربما وحده من يعرف. النظر والتنظير شئ وتسديد النظر بالعمل شئ آخر، والخطابة وتهييج مشاعر المغاربة شيئ والقيام بما يريده ويتمناه المغاربة بالتأكيد هو أيضا شئ آخر، ولا سبيل لبن كيران أمام تغيير ما هو كائن من وضع لغوي استهلكنا فيه عقودا من أعمارنا، وسندفع ضرائبه وثمنه غاليا من تاريخنا، ومن حصة تطور لغتنا ومن حصة علاقتنا بهويتنا. فما يحدث على الساحة اللغوية والثقافية المغربية يجعلنا نظن أن الكل يريد خنق هوية المغاربة، لا لغتهم وحدها فقط، بل ثقافة المغاربة بجميع روافدها، الكل يشترك في جريمة أن ننزع عنها أنابيب الإنعاش التي تربطها ببقايا الأمل في حياة جديدة ومتجددة، فالمثقفون منعزلون في زوايا بعيدة، يحاصرون أنفسهم بأحلام لن تتحقق بحكمة الخيال وحدها، ولا بعزلة المتوحد الحكيم، وفقهاء المالكية الذين كانوا سادة الوقت في كل حقب الدولة المغربية منذ عهد إدريس الأول إنسحبوا فجأة، تاركين المجال لفقهاء الجزر والخيار ولشيوخ اعتزلوا الفن لأجل أن يحملوا ويتحملوا وزر وعبء الإفتاء بغير علم في منظر غير سار أبدا، وحكومة ما تزال في تعنتها القديم، وغيها المتجدد الذي لا يتعب والذي عبرت عنه غير ما مرة في تعاملها السيء الذكر والتذكر مع العلم وطالبه، والتي ما كنا لنحسبها يوما أنها ستضطلع بدور هتك عرضه، وقهر رغبته في القراءة والمطالعة وتجديد المعارف، فما إن تمر عاصفة قرار ضد العلم وضد طلبته حتى تسارع فَتُصْدِرَ مذكرة للإعلان عن بداية عاصفة أخرى تنبئ بخسائر جديدة في صف العلم، وبموازاتها وبكل جرأة وجسارة تصدر قرارات أكثر جِدَّةً، تظهر مدى رغبة الحكومة في الاصطفاف إلى جنب وجانب الميوعة والتدني الثقافي لأمة بأكملها، ولصالح تقدم جحافل الجهل والبوار والانحطاط والخسران المعرفي على أراضينا. نعم كل شيء جميل في هذا الوطن يتعرى و ينزف، القناطر تتعرى، وعشب الملاعب يتعرى، وشوارع وطرق الوطن تتعرى لتفضحنا جميعا، ونزيف ثقافتنا لا يتوقف، حتى الشعر بيننا لم تبقى له جائزة، واتحاد كتابنا ينزف كتابا لم يتقبلوا توحده، ومفكرو الوطن المحترمون ينزفون أيضا، واحدا تلو الآخر، إما صوب قبور تلزمهم الصمت للأبد، أو صوب بلاد أخرى تخلد أسماءهم بأوسمة أو بشارع طويل يحمل اسم أحدهم للأبد، دون أن نفكر نحن بملء فراغاتهم بما يناسب انسحابهم وابتعادهم عنا، تاريخنا العريق المغربي الأندلسي مع الفكر والفلسفة والشعر يسير أو بالأحرى يُقادُ ويساق نحو البلاهة وعوالم الجنون والحمق والرداءة رغما عنه وعنا، ففي الوقت الذي تقدم فيه الملايين بشكل رسمي أمام الكل، من حاصل ثروات شعب لم يعافى بعد من فيضانات مدمرة لأجل عيون مهرجانات لا تقدم شيئا لثقافة المغاربة، ولتقدم وعيهم المصاب بحمى المستنقعات، مهرجانات بالغة التبهرج يكرم فيها كوميديو العالم العربي الحامضون منهم والأكثر حموضة، وتقدم فيها الملايين المُمَلينةِ لأفلام تتصارع فيما بينها على عدد القبل فيها، وعلى من هو أكثر جرأة في مناقشة أنواع الشذوذ وما جاوره من سلوكيات الانحلال بشكل مثير وبالغ التلذذ وعلى المشاهد الأكثر سخونة وتمردا. ثقافة المغاربة كما لغتهم صارت كمركب رامبو السكران، تشرئب ساريتها وأشرعتها نحو عوالم الميوعة والانحراف، أكثر مما تصبو إلى عوالم الشعر والرواية والمعرفة، فرجل التعليم تتم كل يوم شيطنته ليصير فاوست عصرنا، وتعلق على ظهره سائر الاتهامات والاشاعات المغرضة باسمه في نشرات الأخبار، وفي البلاغات الرسمية المتنصلة من المسؤولية، ويسعى الجميع في المقاهي وأرصفة الليل أن يقدم له دروسا خصوصية في الأخلاق وفي بيداغوجيا التعامل مع التلميذ وكأنه شيطان طرد توا من السماء، ليغوي الناس ويسخر منهم في انتظار عذاب الجحيم في جهنم العالم العلوي. ثقافة المغاربة صارت إلى أياد آثمة لا يهمها إلا تحول الأرصدة المخصصة لها، ومسخها على طريقة خفة يد المهرج الذي يخرج من قبعته أرنبا ضخما أو حمامة، إلى حفلات غذاء وعشاء باسم الثقافة، حفلات غنية بأنواع الكافيار الملكي، وأنواع السلطات الشهية، والصدف البحري الغالي الثمن والنادر جدا، أو إلى ندوات مدفوعة أقساط المبيت في الفنادق الفاخرة، في حين تدعي هذه الأياد الآثمة الفقر وأنواع المسكنة كلها، حينها يدفع إليها كاتب بكتاب عميق الرؤيا والمعنى لمصلحة النشر في الوزارة لترد مسعاه خائبا مقسمة بأغلظ الأيمان أن تكسر أفق توقعه لتنهاه نهائيا عن تخسير الكاغد في الكتابة كما عبر ابن خلدون في زمن انحطاط آخر. ما عليك الا أن تجلس أمام قناة عمومية، نحن من يدفع لها ثمن حياتها و وجودها، على كرسي هزاز ليهتز عقلك، وتتفسخ أخلاقك وتنحط هويتك وتسوء حالتك النفسية، فدوامة المسلسلات المدبلجة الشديدة الغباء التي تحكي حكاية خادمة في منزل والدها الذي لا تعرفه ويعرفها، سرعان ما تقودك الى سهرات الاحتفاء بفنانات قادتهن أردافهن وأصواتهن في بعض الحالات فقط إلى عالم الشهرة، وأصبحن من أكبر المدافعات عن كرامة الوطن حين لا يهنئ لهن بال حتى يلتحفن برايات الوطن الجميلة أو يعلقنها في طرف كمنجاتهن التي تحرك مشاعر الجماهير الشعبية بشكل يذكرنا ويا للعجب بجماهيرية ترتوتسكي أوالرفيق لينين وهو يخطب عن تحقق الحلم القريب في بناء دولة العمال الطيبة والجميلة أمام جماهير البروليتاريا الواسعة جد والحالمة جدا. لن ننتظر تقارير الاممالمتحدة لترصد لنا حالتنا الثقافية، إننا بعيون ثاقبة جدا نرى الى أين نسير، إننا نسير الى نموذج المواطن الذي تسوقه لنا وسائل الاعلام و مهرجاناتنا السكرانية بالبهرجة الساخرة من تاريخنا مع الفكر الوازن والشعر الجميل والتصوف العذب، وإلى صنع إنسان بلحم ودم، لكن دون مشاعر ولا تاريخ ولا ثقافة وازدواج لغوي مشين ومنافق في كثير من حالاته. إنسان لن يهمه العالم الا إذا ما تعرض بطنه أو ما تحته لخطر حضاري ما، ليهب نفيرا واحدا لمواجهة الخطر ذاك، يلخصه ويلخص معه حالتنا بشكل جيد وعميق صاحب مجموعة " صهيل الجواد الأبيض" في قصة اسمها الخطر، حيث سئل فلكي عما سيأتي به المستقبل فقال دونما تردد: "سيهلك الكبار. سيهلك الصغار. ستهلك القطط والطيور والأزهار. ستُحرق البيوت والكتب والرايات. ستُحرق مقاعد المدارس والصور التذكارية. سيمحو"النابالم" الضحكات واللغة العربية والسنابل. ستُهدم المستشفيات. ستُهدم المصانع. ستُهدم الحدائق. وستسير النساء في الشوارع دون ملاءات. ولما نُشرت النبوءة مفصلة في كتاب، اتفق المخلصون للوطن على استنكار ما سيحل بالمرأة، وتنادوا إلى التضحية بالنفس والنفيس لدرء الخطر البشع نعم فهذا حال حراكنا الثقافي واللغوي لا أخبار ولا معارك ثقافية إلا ما تحدثه طنطنة الجدال عن التحرش، أو عن البيدوفيليا، أو عن ممثلينا في مسابقات الستار أكاديمي، أو عن تيفوات الألتراس، و عن أعداد مشاهدي أغنيات لا جمل مفيدة فيها وهلم جرا بمهازلنا وفضائحنا التي لا تنتهي. حتى لقد أمست الثقافة شخصا مفهوميا لإمراة ناضجة وجميلة، مسخت نعجة سوداء ملعونة جردت من كل ما يسترها من صوفها ومن جلدها، ولم يبقى منها إلا هيكلها ووجهها الحزين، وكي لا يُسمَعَ أنينها المبكي، كان هناك بعض فاعلي الخير ممن أداروا أسطوانة الطرب الغرناطي أو الاندلسي بقوة كي لا نسمع ولا تسمع أحزانها التي تحكي موتنا الثقافي وانهدام تاريخ و انحطاط أمة. إنهم يمعنون في إصدار القرارات الجائرة التي تشيع المسخ والفجور وترغمنا بأن نتخلى عن أحلامنا في انتشال المغاربة من أمام الحكم بإعدامهم ثقافيا ومسخهم إلى خنافيس كفكاوية أو نعاج أغوستو مونتير وس، لكن دونما أسئلة فلسفية عن معنى أن نكون أو لا نكون أو كيف ينبغي أن نكون. قرارات تلعن العلم، وتعاقب من لهم به أي صلة معلمين وطالبين للعلم، على حد سواء، حيث يصبح استكمال الموظف مشواره الدراسي جريمة لا يجب الترخيص لها، والنضال في الجامعة جناية تستوجب السجن، والمطالبة بالشغل جنحة تستحق الرفس، والمطالبة بترقية في السلم الإدري وقاحة يكفيها شهران موقوفا التنفيذ، وهكذا تسيرنا وتسير بنا الحكومات المتعاقبة على صحف قدرنا، لتصبنا واحدا واحدا في قوالب تنحرف بالثقافة عن الأخلاق وقيم مجتمع المعرفة العميقة، لتشيع بيننا المبتذل الكوني، والبذاءات الرخيصة باسم الانفتاح مرة وبدون اسم ولا شعار في العديد من المرات. إذن وكي لا نقف بثقافتنا عند حاجز البروباغندا الخاوية، وكي لا يكون لنا عن الثقافة مفهومان متناقضان، هما إدعاء الدفاع عنها، والقيام بما يناقض ذلك، يجب أن نعيد للمثقف دوره وأن نلزمه رغما عنه به، وأن نفتح له أبواب الإعلام وأن نمكنه من آليات التواصل وأن نسد فم التافهات والتافهين قليلا كي لا يعلو صوت اللا عقل والشهوة والفضيحة على صوت الحكمة والعمق، و كي لا يحدث لنا ما حدث لبهية في قصة « الشهادة « لزكريا تامر، حينما تباهت بهية أمام نساء حارتها بحفاظها على شرفها وشرف الحارة التي ولدت فيها، حينما حكت لهن ما جرى لها عندما كانت تتنزه في أحد البساتين القريبة، والتقاها الرجل المجهول الذي اغتصبها شاهرا سكينا تذبح جملا في وجهها، آمرا إياها بأن تخلع كل ثيابها، لكنها لم تخلع جواربها متحدية أمر الرجل وسكينه، فشهقت نساء الحارة معجبات بها، فانتشرن هن الأخريات في البساتين عازمات على ألا يخلعن جواربهن أبدا مهما يحدث لهن.