ذكّر عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية، بما يعتبرها صعابًا واجهته منذ تنصيبه في هذا الموقع قبل أزيد من ثلاث سنوات، متحدثًا عن استمرار المشوشين والمعرقلين لعمل حكومة واجهت تحديات خطيرة، أهمها وجود طبقة من المغاربة تعاني الفقر الشديد، مقابل استمرار طبقة أخرى من الأغنياء، بشكل يفاقم من غياب العدالة الاجتماعية. حديث رئيس الحكومة المغربية يندرج في لقاء جمعه بالسفير الأمريكي بالمغرب، دوايت بوش، ورئيس البنك الإفريقي للتنمية، دونالد كابيروكا، اليوم الأربعاء بمركز استقبال تابع لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك بالرباط، وذلك بمناسبة إطلاق دراسة بعنوان :"تشخيص نمو المغرب:تحليل الإكراهات التي تعوق تحقيق نمو واسع وشامل"، أنجزها البنك الإفريقي للتنمية، بمبادرة من المؤسسة الأمريكية "هيأة تحدي الألفية"، وبتعاون مع المغرب. وعاد بنكيران إلى التحديات التي واجهته عندما عُيّن رئيسًا للحكومة المغربية، والتي أجملها في ثلاث محاور أساسية، الأول ما يتعلّق بالتوازنات الماكرو-اقتصادية والتي أجبرت الحكومة على نهج سياسة خاصة بصندوق المقاصة، أسفرت عن توفير 23 مليار درهم. أما الثاني فهو تشجيع المقاولات عبر تطوير مناخ الأعمال والقوانين، متحدثًا عن أن الحكومة حققت خلال ثلاث سنوات ما كان يحتاج إلى 15 سنة من العمل الحكومي. وفيما يخصّ التحدي الثالث، فهو العدالة الاجتماعية، إذ اعترف بنكيران أن المغرب يشهد وجود طبقة فقيرة لا تملك أيّ شيء، ويشهد في المقابل، مثل كل البلدان، طبقة غنية تملك الكثير، مستطردًا بأنه ليس شيوعيًا حتى يطالب بوضع الجميع تحت قدم المساواة وبمستوى العيش نفسه، ما دام من حق كل واحد أن يجني ثمار عمله واجتهاده، ولكنه لا يقبل، يستدرك بنكيران، أن يستمر في المغرب مواطنين يعيشون خارج مدار التاريخ. وبالتالي فالعدالة الاجتماعية يجب أن يستفيد منها كل المواطنين، وليس فئة واحدة، يقول رئيس الحكومة. وأضاف بنكيران أنه لا فائدة من ترؤس الحكومة إذا لم يقرّر المسؤول ركب المخاطر، وأن حكومته تعرّضت على مدار ثلاث سنوات من كثير من الضغط والعراقيل، مذكرًا بمقولته الدائمة:" أنا مثل الصباغ الذي يحاول صباغة جزء عالٍ من جدار، ليأتي من يحرّك السلّم الذي يقف عليه من أجل التشويش عليه ومنعه من إكمال عمله"، وذلك كي يستدل بنكيران على "الصعاب التي تواجه حكومته منذ تنصيبها". وأثنى رئيس الحكومة كثيرًا على البنك الإفريقي للتنمية وعلى هيئة تحدي الألفية الأمريكية، متحدثًا عن أن المغرب لديه علاقة قوية للغاية مع المنظمة الأمريكية المذكورة، وأن طريقة اشتغاله معها على مدار خمس سنوات من الشراكة التي جمعتهما، جعلت إدارتها تقتنع بالجهد الذي يقوم به المغرب، وتقرّر مباشرة نسخة ثانية من برنامج تعاونها معه.