تقودُ الولاياتُ المتحدَة منذُ شهر سبتمبر من العام المنصرم، تحالفًا دوليًّا لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي، لا يزالُ بعد خمسة أشهر منْ بدء عمليَّاته بإمكانيَّات هائلة، متعثرًا في إلحاق الهزيمة به، أوْ تقليص رقعة امتدادهِ، بصورة ملحوظة، في سورياوالعراق، حيثُ لمْ يخرجْ منْ مدينة "كوباني" إلَّا بعد بمشقة الأنفاس وقدْ حولها إلى أنقاض. المحلل والكاتب في صحيفة "لوموندْ الفرنسية"، كريستوفر أياد، يرى أنَّ الإشكال في الحرب الجارية، يكمن في الاقتصار على شنِّها من الجو، في حين أنَّ تنظيم "داعش" يتحركُ بصورة دائمة على الأرض، ويتحصنُ في داخل مناطق ذات كثافة سكانية عالية، الأمر الذِي يرشحُ بقوة وقوع ضحايا من المدنيين عند القصف، دون إغفال وجود موالِين لداعش في بعض المناطق السنية. الأخطرُ منْ ذلك على المدَى البعيد، بحسب المحلل، هو شروع "داعش" في فتح مدارس في المناطق التي سيطرت عليها، للقيام بعمليات الشحن بالأفكار المتطرفة، الأمر الذي قدْ يسهل الإمداد بمقاتلين، قدْ يلتحقُون غدًا أوْ بعدهُ بساحات القتال، "وذلك أمرٌ لا يمكنُ حلُّه من طائرات تحلقُ على علو ثلاثة آلاف متر". وزاد المتحدث أنَّ لا محيد في المعركة الحالية ضد "داعش" عن إيجاد حلفاء على الأرض، الأمر الذي يفرضُ المرور عن طريق صفقات سياسية، سواء تعلق الأمر بالأكراد أوْ بالشيعة، سيما مع السنة في العراقوسوريا باعتبارهم أوَّل المعنيين على اعتبار أن داعش تحتلُّ أرضهم، "ثمة حاجة أيضًا إلى إرادة سياسية في دمشق وبغداد". وعنْ التحضير الجاري لمعركة الموصل التي جرى إعلانُ الخلافة من مسجدها "النوري"، ووجود حالات فرار وسط الدواعش، يقول المتحدث إنَّه لا زال يرى من المستبعد حصول تحول، سيما أنَّ في المدينة خمسمائة ألف نسمة، غالبيتهم من المدنيين. علاوة على ذلك، تطرح الأسئلة، بحسب المتحدث، حول هوية القوات التي من الممكن أنْ تساعد على الأرض، إذا ما كانتْ كردية أوْ شيعيَّة، "انتماء المقاتلين سيكون مؤثرًا لدى السكان، حيثُ يختلف الأمر بالنسبة إليهم بينَ أنْ يقتحم عليهم الموصل مقاتلون شيعة أوْ أنْ يكونُوا سنَّة، أعتقدُ أننا لا نزالُ بعيدين عنْ تصور الإجراء الناجع من الناحية النظرية للتمكين منْ استعادة الموصل". أمَّا عنْ انضمام حاملة الطائرات الفرنسية "شارل ديغُول" إلى مياه الخليج العربي، للمساهمة في التحالف الدولي لقتال "داعش" في العراق، فيقُول الباحث، إن الأمر لنْ يقلب المعادلة، لكن الحاملة ستسهلُ المأموريَّة بالأحرى للطيارِين الفرنسيين، وستتمكنُ من مضاعفة الهجمات الجوية، "حتى وإنْ كانت الهجمات الجويَّة محدودة الأثر في دحر مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الأرض". وينقسمُ المنضوُون تحت لواء التحالف الدولي ضدَّ تنظيم "الدولة الإسلاميَّة"، إلى أعضاء يتولون شنَّ الهجمات الجويَّة على داعش، مممثلِين في الولاياتالمتحدة وكندا وفرنسا والمغرب وبريطانيا والسعودية ومصر والإمارات والأردن، فيما تتولى دول أخرى أعضاء تقدمي مساعداتٍ ماليَّة ولوجيستيَّة للتنظيم، ممثلة في دول أوروبيَّة، في الوقت الذِي تعدُّ إيران إحدى الدولة المحاربة لداعش وإنْ لمْ تكن داخل التحالف.