قبل فترة قصيرة، كان محمد بودرا، البرلماني في حزب الأصالة والمعاصرة عن دائرة الحسيمة، ورئيس رئيس مجلس جهة تازةالحسيمةتاونات، يرعد ويبرق، ويتحرك في كل الاتجاهات، ويطلق عشرات التصريحات، من أجل المطالبة بالريف الكبير، قبل أن يبتلع لسانه مباشرة بعد إعلان إلحاق إقليمالحسيمة بطنجة تطوان، والناظور بوجدة. مواقف البرلماني في حزب الأصالة والمعاصرة، إزاء التقسيم الجهوي عرفت تذبذبا واضحا، فقد كان قبل بضعة أشهر يحشد الأصوات للمطالبة بعدم إلحاق الحسيمة بأية جهة أخرى، باعتبارها عاصمة الجهة وتحتضن العديد من المؤسسات الجهوية، ثم انتقل إلى أطروحة "الريف الكبير"، قبل أن ينزع إلى "الصمت المريب" بعد أن ألحقت الداخلية الحسيمة بطنجة. بودرا ما فتئ يطالب رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بأن يتفادى ضرب عرض الحائط بما كان يسميه "الحقائق التاريخية والثقافية والجغرافية والحضارية التي تحدد بشكل واضح مجال "الريف المغربي"، معتبرا أن القضية ليست عرقية أو إثنية، بل مجالية ومجتمعية وثقافية". وأعاب الكثيرون على عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، كيف أقام الدنيا وأقعدها، وهو يحذر مما أسماه "انتفاضة" لأهل الريف بسبب مشروع التقسيم الجهوي الجديد للمملكة، لكنه "اختبأ" بعد ذلك في معطفه السياسي، بمجرد ما تم الحسم في الجدل، بإلحاق أجزاء من الريف بشمال البلاد.