بحلول اليوم 17 فبراير، تكون قد مرت ستة وعشرون سنة على توقيع معاهدة "اتحاد المغرب العربي" بمدينة مراكش، التي تدعو إلى فتح الحدود بين الدول الخمسة، لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، وانتقال الخدمات ورؤوس الأموال، فضلا عن التنسيق الأمني. وبهذه المناسبة وجه الملك محمد السادس، اليوم، برقيات تهاني إلى قادة دول المغرب العربي، الجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا، ضمنها متمنياته لهم بدوام الصحة والسعادة والهناء، ولشعوبهم الشقيقة بتحقيق ما تصبو إليه من تقدم وازدهار". وأكدت البرقية على "الإيمان الراسخ للمملكة المغربية بحتمية تجسيد الخيار الاستراتيجي الذي يمثله بناء صرح اتحادنا المغاربي، والعمل من أجل التنسيق والتشاور والتعاون لتفعيل مؤسساته، بما يلبي آمال شعوبه في تحقيق الاندماج والتنمية الشاملة والعيش الكريم". وأبرز العاهل المغربي أن "الاستجابة لبناء الاتحاد المغاربي، لا تستند فقط إلى وحدة التاريخ وحتمية المصير المشترك، بل أصبحت ضرورة اقتصادية واجتماعية، ومطلبا أمنيا ملحا في ظل الظرفية الدقيقة التي تمر بها منطقتنا المغاربية، ومحيطها الإقليمي والدولي". وأكد "أننا مطالبون اليوم بالنهوض بعملنا المشترك وتجديد العزم، من أجل انعقاد الدورة السابعة لمجلس رئاسة الاتحاد، لاتخاذ قرارات بوضع خارطة طريق للعمل المغاربي للمرحلة القادمة، والدفع به ليصبح قطبا سياسيا وتكتلا اقتصاديا فاعلا في الساحة الدولية". واشترط الملك تحقيق هذا الهدف المغاربي المشروع، بتجاوز حالة الجمود الذي يرهن مستقبل الأجيال الحالية والمستقبلية، والعمل في جو من الإخاء والثقة المتبادلة وحسن الجوار، في احترام تام لخصوصيات بلداننا وثوابتها الوطنية، والتزام بروح معاهدة مراكش التاريخية". وجدير بالذكر أن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي قد أفاد، في بيان له، أن أن ذكرى تأسيس اتحاد المغرب العربي، ستظل راسخة في أذهان أبناء دول الاتحاد، وعالقة في ذاكرة التاريخ، باعتبارها حدثا تاريخيا مصيريا في المنطقة تعانقت فيه إرادة الشعوب بقادتها لتحقيق الحلم المغاربي بالتكامل والتضامن والاندماج".