على بعد أشهر من موعد الانتخابات الجماعية الجديد، المحدد تاريخها في ال4 شتنبر، أعيد طرح السؤال "القديم الجديد" حول مدى استعداد الأحزاب السياسية لتغطية جميع الدوائر الانتخابية التي تبلغ، في مجموعها، حوالي 28 ألفا على مستوى التقطيعات الترابيّة وطنيا. بعد دستور 2011، ونتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في 25 نونبر من ذات العام وأعطت الصدارة لحزب العدالة والتنمية في سابقة تهم تاريخه، يعول ذات التنظيم السياسي كثيرا على تصدر نتائج لانتخابات الجماعية الخاصة بعام 2015، حيث يروم قياديوه الإعلان عقبها عن "أحقية تدبير الشأن العام محليا ووطنيا". العديد من الأصوات داخل "الحزب الحاكم" تؤكد استحالة تغطيته مرشحي الPJD لجميع الدوائر الانتخابية.. نافية أن يكون لذلك ارتباط بأوامر من خارج مؤسسات "حزب الخطيب" أو تنازلات يقدمها لخصومه، بقدر ما يقرنون ذلك ب"عوامل ذاتية لها علاقة بالإمكانيات المادية والبشرية التي لا تسمح بهذا التعاطي".. وذلك ما ذهب إليه موح الرجدالي، رئيس جمعية مستشاري العدالة والتنمية، حين إدلائه بتصريح لهسبريس. كلام الرجدالي اشدد فيه على أن "حزب العدالة والتنمية لا يمكن أن يلجأ لملء الكراسي بأي كان".. وهو نفس التوجه الذي ذهب صوبه الأمين العام عبد الإله بنكيران وهو يعتبر أن "الانتخابات مهمة.. بمقدار"، مضيفا أن "الحزب له ظروفه الخاصة ولن يترشح في جميع الدوائر". بنكيران، وخلال تصدره للقاء تظم من لدن مستشاري الPJD بالجماعات المحلية، قال إن "الحزب له قواعد للعمل، ولا يمكننا أن يتم ترشيح أي كان، أو العمل على ترشح أشخاص لا يعرفهم التنظيم"، مشددا على أنه "لابد من الحد الأدنى من المعقولية.. وهذا الأمر لا يضايق.. والنتيجة التي سيتم الحصول عليها ضمن الانتخابات المقبلة مرتبطة بنوعية المرشحين الذين سيقدمهم الحزب" وفق تعبير بنكيران. ذات التوجه أكده رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، عبد الله بوانو، وهو يقول في تصريح لهسبريس: "في الوضعية الحالية لا يمكن تغطية جميع الدوائر الانتخابية، فنحن حزب يتطور بسرعة منسجمة مع ذاته، وهو نفس الأمر الذي تم على مستوى خوض الانتخابات البرلمانية منذ أول مشاركة لنا". وأشار بوانو إلى أن ذات التطور يخضع ل"منطق الحزب"، معتبرا أن "هذا النمو الطبيعي يقول إن التوسع يأتي بناء على نموذجنا المنفتح على المجتمع والتشبع بمبادئ الحزب.. ولا يمكن فتح مشاركة، وصلت 9 ألاف خلال الانتخابات السابقة و6 ألاف خلال الانتخابات التي أجريت سنة 2003، أمام 28 ألف من الدوائر الانتخابية خلال هذه السنة.. سنسقط في الإغراق إذا ما أقدمنا على ذلك" وفق تعبير بوانو. وبعدما أكد رئيس الفريق النيابي للحزب العدالة والتنمية أن تنظيمه السياسي "سيضاعف، غالبا، الرقم السابق من مرشحيه الجماعيين"، استدرك: "المؤكد أن الحزب لن يتقدم بترشيحات في جميع الدوائر الانتخابية".. ولفت الانتباه إلى أنه "لم يشهد المغرب، لحدود الساعة، وجود أي حزب امتلك قدرة تغطية جميع الدوائر، بما في ذلك الأحزاب التي احتلت المراتب الأولى لسنوات.. كحزبَي الاستقلال والأصالة والمعاصرة".