يبدو أن الحرب الدائرة رحاها على الصعيد السياسي بين المغرب والجزائر، تنتقل بين الفينة والأخرى لتصيب شظاياها الساخنة المجال الفني أيضا، حيث توالت في الآونة الأخيرة اتهامات مطربين وملحنين جزائريين لمغنين مغاربة بسرقة أغانيهم والسطو على إبداعاتهم الفنية. آخر المطربين المغاربة الذين نالتهم سهام الاتهامات الجزائرية المغنية الشعبية زينة الداودية، التي يبدو أن الجدل الإعلامي الكبير الذي واكب ألبومها الجديد "اعطيني صاكي باغا نماكي"، أثار حفيظة "زملائها" في المهنة في الجارة الشرقية، حيث اتهموها بسرقة أغنية منهم. وأعلن سواق مختار، ملحن ومؤلف موسيقي جزائري، عن رفع دعوى قضائية ضد الداودية، وذلك بتقديم شكوى رسمية إلى المحكمة الدولية، حيث اتهمها بالسطو على أغنية ألفها قبل ثلاث سنوات، وأدتها مطربة الراي الجزائرية المعروفة، الشابة خيرة، بعنوان "فيك نتا دايرة الثقة". وقال الملحن الجزائري في تصريحات صحفية إنه ذهل عند الاستماع إلى إحدى أغاني الألبوم الجديد للمطربة الداودية الموسوم بعنوان "اعطيني صاكي"، حيث ظهر جليا أنها أعادت توزيع أغنيته، منتقدا ما سماها "سرقة مجهوده، والاستحواذ على أغاني الغير، وكسب شهرة زائفة". وأكد المؤلف الموسيقي الجزائري ذاته أن المطربة الشعبية الداودية لم تكلف نفسها عناء الاتصال به لطرح موضوع الأغنية عليه، والأخذ الإذن منه أو من الشابة خيرة، مشيرا إلى أن صاحبة "عطيني صاكي باغا نماكي" أعادت أغنيتهما حرفيا لحنا وكلمات" وفق تعبيره. وأعلن سواق أنه قرر مقاضاة الداودية، من خلال تقديم شكاوى إلى المنظمة الدولية لحماية حقوق المؤلف، باعتباره عضوا فيها، وذلك للمطالبة بسحب الأغنية من السوق وإرغام الداودية على دفع تعويضات مالية، حتى تكون عبرة لغيرها"، على حد قول الملحن الجزائري. واستغلت صحف جزائرية موضوع أغنية زينة الداودية، لتكرر اتهام مطربين مغاربة لم تسمهم، بأنهم تعودوا على سرقة أغاني جزائرية فقط من أجل "كسب الشهرة، ثم يدعي محاولته تكريم صاحبها"، مبرزة أنه "لا يحق للفنان إعادة أغنية غيره سوى بالحصول على ترخيص كتابي من طرفه". وعرف الألبوم الجديد للداودية جدلا كبيرا في الأوساط الإعلامية والفنية المغربية، خاصة أنه جاء ضاما لكلمات "جريئة" لم تعتد الداودية تأديتها من قبل، حيث تقول الأغنية الرئيسية في الألبوم "عطني صاكي، باغا نماكي، باش نبان زوينة، شعر زعر والعكر حمر، وحالفة نوض روينة".