ماتزال قضية تسريب الوثائق السرية لوزارة الخارجية المغربية والتي يقف واراءها حساب على تويتر يدعى "كريس كولمان"، تعرف العديد من التطورات، حيث أعلن الصحافي الأمريكي ريتشارد مينيتر (الصورة) أنه قام بتقديم شكاية لدى مصالح الجرائم الإلكترونية التابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي من أجل التعرف على صاحب الحساب الذي أسال الكثير من المداد خلال الأشهر الماضية نظرا لحساسية الوثائق التي يقوم بنشرها. وقال الصحافي الأمريكي خلال مراسلة بينه وبين الصحافي الهولندي ريك كوفرد نشرها هذا الأخير صفحته في تويتر إنه اتصل بمحاميه من أجل وضع شكاية لدى وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لل FBI، وفي حال تمكن خبراء مكتب التحقيقات الفدرالي من معرفة هوية صاحب الحساب "فإنني سأتخذ جميع الإجراءات القانونية في حقه والتي يراها المحامي مناسبة". ويأتي رفع الصحافي الأمريكي شكاية في حق حساب "كريس كولمان" لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، بعد أن نشر هذا الحساب وثيقة لم يتسنى التأكد من صحتها تفيد بأن الصحافي الأمريكي قد تلقى أموالا من المغرب لكتابة مقالات تنتقد حكومة عبد الإله بن كيران، وهو ما نفاه الصحافي الأمريكي جملة وتفصيلا متهما صاحب الحساب "بالكذب والتضليل". وتحدى الصحافي الأمريكي المعروف بتحقيقاته الصحفية المثيرة صاحب حساب "كريس كولمان" أن يأتي بمقال واحد ينتقد فيه الحكومة المغربية، "بل على العكس أنا كتبت مقالا طلبت فيه من الإدارة الأمريكية أن تتعاون مع إسلاميي المغرب" يقول الصحافي الأمريكي في تصريحات صحافية. دخول مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي على الخط في هذه القضية المثيرة للجدل، يأتي في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير إعلامية عن كون الولاياتالمتحدةالأمريكية عرضت على المغرب خدماتها في مجال تأمين الشبكات الإلكترونية وقاعدة بيانات المؤسسات الحكومية وحمايتها من عمليات الاختراق. كما أن تسريبات كريس كولمان دفع وزارة الخارجية المغربية إلا الإعلان عن طلبي عروض يهمان تأمين المراسلات الرسمية، وأيضا توفير نظام أمني فعال لتخزين الملفات الحساسة المرتبطة بقضية الصحراء أو الإرهاب. وجدير بالإشارة إلى أن وزير الخارجية صلاح الدين مزوار قد جدد خلال حوار صحافي مع مجلة "جون أفريك"، اتهامه للجزائر وجبهة البوليساريو بالوقوف وراء هذا الحساب الذي ينشر وثائق "مزورة" على حد قول مزوار.