بلهجة قوية انتقد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، الحكومة الفرنسية بسبب عدم رغبتها في العمل مع المغرب على تفادي الأعطاب التي لحقت العلاقات الثنائية بين البلدين منذ شهر فبراير المنصرم، مؤكدا أن "زمن الوصاية لفرنسا على المغرب ولى". وتأتي تصريحات وزير الخارجية المغربي، ضمن حوار خص به مجلة "جون أفريك" الفرنسية، سينشر في 17 يناير الجاري، في وقت تعيش فيه فرنسا صدمة أمنية قوية بعد الحادث الدموي الذي استهدف مقر جريدة ساخرة، فضلا عن حوادث أخرى ذات صلة عاشتها باريس. وأبدى مزوار استنكاره لعدم وجود رغبة قوية لدى فرنسا من أجل التغلب على الأزمة الدبوماسية بين الرباطوباريس، وذلك بعد حادثة استدعاء مدير مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي، إلى العدالة الفرنسية، بتهمة حالات تعذيب مفترضة في حق مواطنين بجنسيات فرنسية. واقعة استدعاء كبير المخابرات المغربية من طرف السلطات الفرنسية، والتي أغضبت الرباط غضبة عارمة لا زالت تداعياتها مستمرة إلى حدود اليوم، سمتها الصحافة الفرنسية "صفعة نويي"، في إشارة إلى بلدة "نويي سور سين" التي تتواجد فيها إقامة السفير المغربي، شكيب بنموسى. وقال مزوار في الحوار ذاته إن "شعورنا أنه لا توجد لدى الشريك الفرنسي إرادة سياسية قوية من أجل الوقوق في وجه التلاعبات التي تقوم بها جهات معروفة بعدائها للمغرب"، قبل أن يؤكد أن المغرب يلمس وجود نوع من التردد وغياب الإرادة في قلب السلطة الفرنسية. واتهم وزير الخارجية المغربي فرنسا بالخضوع لبعض اللوبيات التي تسعى جاهدة إلى المس بصفاء العلاقات التاريخية بين المغرب وفرنسا"، دون أن يسمي مصدر تلك اللوبيات، وإن كان واضحا إشارة مزوار إلى الجانب الجزائري. وحمل الوزير المغربي مسؤولية الأزمة الدبلوماسية بين الرباطوباريس إلى فرنسا منذ "صفعة نويي"، تقول مجلة "جون أفريك" التي أفادت بأن المسؤولين المغاربة يلومون فرنسا، خاصة وزير الدفاع، جان إيف لودريان، الذي أورد أخيرا للمجلة ذاتها بتصريحات أغضبت الرباط، بخصوص دور المغرب في مسار المصالحة في مالي.