يبدو أن أيام الجالية المسلمة بفرنسا، ووسطها المغاربة، ستكون عصيبة خلال الأيام القليلة القادمة بعد الشحن الوجداني الذي يعيشه الفرنسيون إثر تعرض صحفية "شارلي إيبدو"لعمل إرهابي. وفي اتصال مع هسبريس أكد العديد من أفراد الجالية المغربية بفرنسا تعرضهم ل "تحرشات مباشرة" من فرنسيين، اليوم، أثناء مباشرة أعمالهم العادية، وهو ما يشير إلى أن أياما صعبة قد غدت تلوح في الأفق.. أو هكذا أحس المتوجسون. وتفاقم الاحتقان ضد المسلمين وسط الإعلام الفرنسي، خاصة من اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبين، في استثمار لنعرات عنصرية وجدت في الهجوم الإرهابي الذي طال الصحيفة الساخرة أداة يمكن استغلالها بنجاعة. وفي الوقت الذي أكدت فيه ماري لوبين أن "فرنسا تتعرض لحرب من المسلمين"، أكدت فرنسية من أصل مغربي، ضمن اتصال أجرته مع هسبريس من مدينة Tours التي تقع جنوب غرب العاصمة الفرنسية، أنها تعرضت، صباح اليوم، لاستفزازات مباشرة من فرنسيين غاضبين من الاعتداء الذي طال مقر"شارلي إيبدو". ذات المغربية، والتي تخوفت من نشر هويتها، قالت لهسبريس، إنها تعيش رعبا حقيقا جراء مهاجمتها لفظيا من قبل شبان فرنسيين وجهوا لها العديد من النعوت القدحية والعنصرية، وقالوا لعا إن "المسؤولية تطال كل المسلمين بخصوص ما حدث"، مستهدفين ارتداءها للحجاب. وأكد العديد من المغاربة ممن يقيمون في مدن مختلفة بفرنسا، في تحدثهم إلى هسبريس، أنهم فضلوا المكوث في بيوتهم، صباح اليوم، خوفا من ردّات فعل الفرنسيين.. ومنهم "ف.ق" التي تقطن مدينة Bourges وأوردت أنّها، مثل غيرها من أفراد الجالية المسلمة، فضلت قضاء أغراضها بشكل سريع من المحلات التجارية قبل العودة لمنزلها بأقصى سرعة ممكنة. وأوردت "ف.ق" أن "الرعب أصبح يتملك كل المسلمين بفرنسا خوفا من ردّات فعل غير محسوبة من طرف منتمين لتنظيمات اليمين المتطرف، أو المشاركين له ذات التوجهات، أو حتى من شبان مندفعين سيطرت عليهم المشاعر السلبية جراء الفعل الإرهابي الذي تم وسط باريس". جدير بالذكر أن العديد من المدن الفرنسية عرفت خلو الفضاءات العامة، خاصة التجارية منها، من أفراد الجاليات المسلمة صباح اليوم، وذلك يخالف ما هو معهود في مثل هذه الأيام من السنة التي تشهد تنزيلات كبيرة في الأسعار لتشجع على الرفع من الرواج.. ليكشف هذا المعطى عن وجود ترقب كبير لما ستؤول إليه الأمور في القادم من الأيام.