احتضن قصر المؤتمرات بمدينة العيون أول أمس السبت 13 نونبر الجاري لقاء جمع منتخبي الجهات الجنوبية الثلاث وذلك من أجل تدارس ما شهدته المدينة خلال الأيام الماضية من أعمال شغب وتخريب، وحضر اللقاء النواب والمستشارون البرلمانيون الممثلون لجهة كلميمالسمارة وجهة العيون الساقية الحمراء وجهة وادي الذهب الكويرة، وقال الشيخ بيد الذي قدم نفسه كرئيس للقاء، إن المنتخبين يتحملون مسؤولية إطلاع الرأي العام الدولي بالخصوص على حقيقة ما جرى، وأن هذا الاجتماع يعتبر بداية لمسار ديبلوماسي سيشرع فيه منتخبو المناطق الجنوبية لفضح ادعاءات الجزائر وجبهة البوليساريو. وتمت خلال اللقاء المشار إليه تلاوة ثلاث رسائل موجهة إلى كل من بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة ونيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي وثاباثيرو رئيس الوزراء الاسباني وكذا جيرجي بيزيك رئيس البرلمان الأوروبي، ومما جاء في الرسائل المذكورة – حصلت "هسبريس" على نسخ منها- إن ما حدث في العيون خلال الأيام الماضية لم يتجاوز الاحتجاج السلمي من أجل مطالب اجتماعية واقتصادية صرفة، إلا أن دخول المخابرات الجزائرية وعناصر من الانفصاليين على الخط وتوظيفهما لعدد من ذوي السوابق والمبحوث عنهم فجر الوضع وخلق حالة من الفوضى، خاصة بعد تأكد العناصر الممشار إليها من جدية ومصداقية الحلول التي اقترحتها السلطات العمومية المغربية لمعالجة مطلبي السكن والتشغيل، كما ورد في رسائل منتخبي الجهات الجنوبية أن تدخل قوات الأمن المغربية كان سلميا واتُّخذت فيه كل التدابير القانونية من أجل ضمان سلامة المدنيين. وأوضح نواب ومستشاري الجهات الثلاث أن بعض وسائل الإعلام جانبت الحقيقة في تغطية أحداث العيون، بعد سقوطها ضحية للآلة الدعائية الجزائرية التي ما فتئت تتحرش بالوحدة الترابية للمغرب، مطالبين رئيس الوزراء الاسباني بتحكيم لغة العقل والحقيقة واستحضار علاقة الجوار والمصالح الاقتصادية المتبادلة بين اسبانيا والمغرب، وأكد منتخبو الجنوب في رسائلهم أن مبادرة الحكم الذاتي التي حضيت باحترام المنتظم الدولي، تحتاج إلى شريك جدي يقبل بفضائل الحوار، وهو ما لا تتمتع به الجزائر والبوليساريو اللتان تعملان على إدامة مأزق اللاحل حسب برلمانيي الجنوب. وحسب خديجة حنين النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية والمنتمية لمدينة العيون فإن رسائل مماثلة كان من المقترح أن يتم بعثها إلى أطراف أخرى مثل أعضاء مجلس الأمن الدائمي العضوية، إلا أن ضيق وقت التحضير للقاء المذكور حال دون ذلك، وجددت حنين في تصريح لموقع هسبريس تنديد حزبها بما وقع بمدينة العيون من تخريب وإحراق لمؤسسات عمومية، معلنة التضامن مع كل المتضررين من أعمال الشغب التي عاشتها العيون خلال الأيام الماضية، كما لم يفت النائبة البرلمانية أن تعزي أسر أفراد قوات الأمن الذين قضوا في الأحداث نفسها. وارتباطا بالموضوع، علمت "هسبريس" أن وفدا من الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية يتقدمه مصطفى الرميد ولحسن الداودي سيقوم بزيارة تفقد ميدانية لمدينة العيون يوم الاثنين والثلاثاء، وذلك للوقوف على حجم الخسائر التي خلفتها أحداث الإثنين الماضي، ومن المنتظر أن يلتقي وفد العدالة والتنمية مع عدد من المسؤولين المحليين وكذا فعاليات من المجتمع الصحراوي.