أجمع خبراء ورياضيون على "ضرورة إصلاح اختلال الفضاء الرياضي للمساهمة في التنمية المحلية، والتفكير بعقل هندسي ورؤية جديدة في قطاع الرياضة، ليصبح صناعة منتجة ومدرة للنفع الاقتصادي، عبر تحويل الملاعب لتؤدي أدوارا أخرى غير الرياضة". هذه الدعوات جاءت خلال ندوة "التظاهرات الرياضية الدولية رافعة للتنمية المحلية أية إستراتيجية"، التي نظمت بوم الجمعة، من طرف مجلس جهة مراكش بشراكة مع الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين. وشهدت الندوة تكريم الدكتور محمد الكنيدري، والمرحوم عبد المؤمن الجوهري، وكريمة سهلان، مدربة دولية في الجمباز، وخديجة المرضي، صاحبة الميدالية الذهبية في دوري محمد السادس الدولي للملاكمة المقام بمراكش 2014. بودربالة يبشر وبلعوشي تتأسف اللاعب الدولي السابق والمدير الرياضي للمنتخبات الوطنية، عزيز بودربالة، أكد في تصريح لهسبريس على هامش الندوة، أن أساس نجاح الرياضة بالمغرب يتمثل في غرس محبتها في قلوب الأطفال والشباب، وذلك يتطلب توفير الفضاء والإطار المناسب". وأوضح بودربالة أن "الموهبة تحتاج إلى من يبحث عنها ويعتني بها، ففي وقت وجيز، يتابع المتحدث، يمكن للمغرب أن يبني قاعدة من الكفاءات الرياضية ذات الجودة العالية، من خلال التفكير في الرياضة كصناعة مربحة". أما الصحافية الرياضية، قائمة بلعوشي، فأدبت أسفها من الوضع الذي تعيشه الرياضة المغربية، بالنظر إلى تهميش الأندية وفرق الأحياء والجمعيات الرياضية المدرسية، كمصدر أساسي لبناء الكفاءة الرياضية. وذهبت بلعوشي إلى أن المسؤول المحلي دمر ملاعب الأحياء بغياب تصميم تهيئة يستحضر أبعاد المدينة في شموليتها، كالرياضة والفضاء الأخضر، وبالسماح للمنعش العقاري بأن يحول كل ذلك إلى عمارة، كما قتل الأندية بعدم دعمها ورعايتها، واستثمارها في الحملات الانتخابية. ديناميكية اقتصادية عبد الرحيم غريب، أستاذ جامعي وباحث في المركز العالمي للدراسات الإستراتيجية والحكامة الشاملة، قال إن التظاهرة الرياضية تخلق تنشيطا ودينامكية اقتصادية، بإنشاء بنيات تحتية رياضية وإحداث وتأهيل المطارات والموانئ، واقتناء معدات وأجهزة ووسائل التشجيع. الأنشطة الرياضية لها أيضا نفع اجتماعي، يضيف غريب، يتجاوز الوقع الاقتصادي، كتسويق صورة الجهة المنظمة وتلميعها، مستحضرا إصرار قطر على تنظيم كأس العالم، الذي خصصت له ميزانية 160 مليار دولار تقريبا، الأمر الذي خلق الآلاف من مناصب الشغل، كما حقق غايات سياسية لقطر. وأكد المتحدث أن الجهة المنظمة مطالبة بتقديم خدمات سياحية جيدة، لاستقطاب قاعدة سياحية كبيرة، مشيرا إلى أن للتظاهرات الرياضية جانب سلبي، مثل الانفلات الأمني و تنظيمي أو استغلال الأطفال. الرياضة صناعة أما الدكتور هشام مفتي، أستاذ باحث بالمعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد، فشدد على ضرورة التفكير في جعل الرياضة صناعة، ومصدر جلب للموارد المالية، لتجاوز عقلية الإحسان في التعامل مع الفاعل الاقتصادي، والارتقاء بذلك إلى مستوى الاستثمار. ودعا مفتي إلى إعادة الاعتبار إلى الرياضية المحلية، لأنها مشتل لإنتاج الكفاءة والجودة الرياضيتين، فالنادي الرياضي محرك اقتصادي للجهوية"، مبرزا أنه "لتحقيق المصالحة مع الملاعب، لابد من تحقيق الفرجة" يورد المتحدث الذي استدل بنموذج الكولف الملكي بمدينة انزكان، كاستثمار خاص، أصبح يقدم الآن أبطالا. شأن محلي ومن جهته اعتبر أحمد التوزي، رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز، تنظيم التظاهرات الرياضية الدولية، اختصاصا للمجالس المنتخبة، لما لها من إشعاع إعلامي يعود على المجال الترابي المحتضن بشكل ايجابي. وأشار إلى أن مجلس الجهة بمراكش أصبح واعيا بحيوية القطاع السياحي من خلاله تعبئة 20 بالمائة من ميزانية التسيير بالجهة للقطاع الرياضي، كما أن الجهة قامت بعقد اتفاقيات مباشرة مع عدد من الأندية الرائدة بالجهة في مختلف الرياضات، كما هو الشأن بالنسبة للكوكب المراكشي في كرة القدم، وأمل الصويرة في كرة السلة، الوداد السرغيني للريكبي..