أثار بائع متجول من تزنيت، يدعى ياسين الحميني، انتباه سكان مدينة بني ملال، بطريقة احتجاجه المبتكرة، حيث بدا بلباس أشبه بالذي يرتديه معتقلو السجن الرهيب "غوانتانامو"، ووقف معتصما فوق عمود كهربائي بساحة المسيرة ببني ملال. وعزا البائع طريقته الجديدة في الاحتجاج إلى كونه يحس بأنه يعيش في سجن كبير، كما أنه دون عمل، فقرر أن يرتدي لباس سجن "غوانتانامو"، ويتجول في مختلف المدن المغربية. واختار البائع الغاضب الوقوف على عمود كهربائي، وهو يصيح مطالبا بسحب الجنسية المغربية عنه مادامت حقوقه مهضومة، ولأن مشاكله مع السلطات المحلية لم تحل بعد، بينما كان عدد من الباعة المتجولين ببني ملال يقفون في ذات الساحة. وتحسبا لأي طارئ محتمل أحضرت مصالح الوقاية المدنية رافعة كبيرة وضعتها في عين المكان، خاصة أن ساحة المسيرة شهدت توافد العديد من الباعة المتجولين للمدينة، كما غضت أيضا بالفضوليين الذين لم يسبق لهم مشاهدة هذا الشكل الاحتجاجي الفريد. ووفق مصادر محلية من بني ملال، تأتي هذه الخطوة الاحتجاجية في سياق "نضاله" بمجموعة من المدن، وكذا لمؤازرة الباعة المتجولين بالمدينة، باعتبار أن الحميني هو عضو التنسيقية للباعة المتجولين بالمغرب. واستنفر الحادث الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية، ما حدا بها إلى فتح الحوار مع الباعة المتجولين، ووعدهم بترك رفيقهم بالنزول الآمن، وعدم القبض عليه بعد مرور ساعتين من احتجاجه. وعود رجال الإدارة الترابية لم تمكث على حالها، بعدما قامت المصالح الأمنية باقتياد البائع إلى مقر ولاية الأمن ببني ملال، التي هي بدورها تشهد وقفة احتجاجية للباعة المتجولين تضامنا مع زميلهم.