كشف المركز المغربي لحقوق الإنسان عن وفاة مواطن داخل المستشفى الإقليمي بتاونات، يدعى أحمد المرزوقي، متأثرا بمرض "التيتانوس"، مشيرا إلى أن الوفاة لم تكن "قضاءً وقدراً.. بل بسبب الإهمال"، فيما طالب وزير الصحة بإيفاد لجنة التحقيق قصد الوقوف على ما أسمتها الجهة الحقوقية "خروقات وتجاوزات، ومحاسبة المسؤولين عنها". ووصف المركز المغربي لحقوق الإنسان بتاونات، وضعية قطاع الصحة بالإقليم ب"المزرية"، مستندة في ذلك على عدة شكايات وارِدةً من مواطنين "من مختلف جماعات الإقليم"، فيما أكّد على أن لجينة مختصة للبحث وقفت "على عدة اختلالات وصلت إلى حد الاستخفاف والاستهتار بأرواح المواطنين.. كان آخرها وفاة المواطن أحمد المرزوقي بسبب التّيتانُوس". وتابع تقرير صادر عن المركز الحقوقي، توصلت هسبريس بنُسخة منه، أن المستشفى الإقليمي بتاونات "يفتقر إلى مراكز صحية حقيقية مجهزة بمعدات طبية توفر الحد الأدنى من الخدمات الصحية للساكنة"، حيث يتمّ إرسال المرضى إلى مدينة فاس "بدعوى عدم وجود جهاز السكانير المعطل منذ شهور.. رغم وجود أطباء بقسم الراديو إلا أنهم لا يقومون بالمداومة كما هو مطلوب". وأورد التقرير ذاته وضعية قسم الجراحة بالمشفى العمومي المذكور، بقوله "معاناة المرضى مع هذا القسم تبدأ بإعطاء مواعيد تصل إلى عدة شهور ليتم بعد ذلك تهريبهم إلى المصحات الخاصة بفاس"، مشيرا إلى أن هذه المصحات تعتمد على الموارد البشرية لوزارة الصحة "ضدا على القانون"، إلى جانب "غياب مُمنهج لطبيب وطبيبة الأطفال يومي الأربعاء والجُمعة وتكليف طبيب الجراحة العظام بقسم المستعجلات لفحص الأطفال حديثي الولادة..". واتهم المركز الحقوقي كُلّاً من إدارة المستشفى الإقليمي لتاونات والعاملين بالصيدلية التابعة له بتعطيل هذه الأخيرة، نتيجة خلافات، "لا تفتح أبوابها في أوقاتها الرسمية إلا نادراً، معتبرا أن هذا الصراع "استهتار يؤدي ثمنه غالياً المرضى بالمستشفى بمختلف مرافقه"، موضحا أن عددا من المرضى، وفق إفاداتهم، "لا يتوصلون بدوائهم في الوقت الذي حدده الطبيب". هزالة التجهيزات والوسائل الطبية داخل المستشفى، حسب المركز المغربي لحقوق الإنسان، دفع عددا من "الأطر الطبية النزيهة" إلى التواجد في "مواقف حرجة تجعلهم في مواجهة مباشرة مع المرضى وعائلاتهم"، في حين يلجأ بعض المرضى، حسب المصدر ذاته، إلى شراء بعض اللوازم الطبية من مالهم الخاص "في وقت يفترض أن تقوم الوزارة الوصية وإدارتها الاقليمية والجهوية بتوفير ذلك حفاظا على السير العام داخل المستشفى الإقليمي". وتطالب الهيئة الحقوقية من وزارة الصحة فتحَ تحقيق في ظروف وفاة المواطن أحمد المرزوقي، وفيما يعرفه المستشفى الإقليمي "من خروقات واستهتار بمصلحة المواطنين المرضى"، فيما عبرت عن استنكارها ل"الصمت المريب لمندوبية وزارة الصحة بتاونات والمندوبية الجهوية تجاه ما يحدث داخل المستشفى من تجاوزات وتهريب المرضى إلى المصحات الخاصة".