على إيقاع نغمات أغنية "ساتاكلي"، وتصفيقات جماهير المهرجان الدولي للسينما بمراكش، رقصَ أبهيشيك باتشان وفرح خان وبومان إيراني، خالقين أجواء من المرح في ساحة جامع الفنا.. قد تبدو الأسماء غريبة لمن لم يتعوّد على السينما الهندية، أما من يتابعها عن كثب فسيعلم أن هذه الأسماء تعود لنجوم من عوالم "بوليوود"، نادت عليهم الدورة ال14 من الموعد المقام ب"عاصمة النخيل" لتقديم فيلم "سنة سعيدة". الممثل أبهيشيك باتشان، ليس سوى ابن الممثل الهندي الشهير أميتاب باتشان، الشهير في المغرب باسم "الشاعر"، والذي طبعت أفلامه الذاكرة السينمائية للكثير من المغاربة. بيدَ أن أبهيشيك، وإن لم يصل إلى شهرة والده، إلا أنه حقق نجاحات عديدة في شبابيك التذاكر الهندية، وقدم مجموعة من الأفلام المميزة ك" غورو"، "با"، "دلهي 6"، "دهوم"، "ساركار" و"دوستانا". أما فرح خان، فهي واحدة من المخرجين الذين يحققون نجاحات باهرة في القاعات السينمائية حتى وإن كانت القيمة الفنية لأفلامها لا تصل بها إلى برّ الجوائز الكبرى، وذلك لاعتمادها في أفلامها على الموسيقى واللوحات الراقصة أكثر من البحث عن القصة والتفرّد في الرؤية. وقد قامت بإخراج ثلاثة أفلام لشاروخان، فزيادة على "سنة سعيدة"، أخرجت له "أوم شانتي أوم" و"أنا هنا". لذلك ظهرت فرح خان أكثر تميزاً في مهنتها الأصلية أي تصميم الرقصات، حيث أنجزت رقصات أزيد من 40 فيلماً. وبالحديث عن بومان إيراني، فالكثيرون سيتذكرون دوره الجميل في فيلم "الحمقى الثلاثة" الذي يعتبر أحد أكثر الأفلام نجاحاً في تاريخ السينما الهندية، اشتهر بأدواره الكوميدية المرحة في أفلام "كوكتيل" "مونا بهاي" و"دوستانا". وكذلك بأدواره الشريرة، كما في الجزأين الأول والثاني من "دون". وقد ظهر الثلاثة مبتهجون وهم يرون المئات من جماهير المهرجان تهتف لهم ببعض الكلمات الهندية، ممّا جعل المخرجة فرح خان تصف الجمهور بالأفضل على الإطلاق بين كل جماهير المهرجانات التي حضرتها. ولتوثيق اللحظة، لم يستنجد الثلاثة بالمصوّرين العديدين الذين يحيطون بهم، بل اختاروا هواتفهم الذكية، لالتقاط صور "سيلفي" تظهرهم مع الجماهير التي تقف خلفهم. ولم يفت على بومان إيراني، أن يبوح لجماهير المهرجان بخبر فقدان أبهيشيك باتشان لحقيبته في المطار، بعدما أضاعتها شركة الطيران، ممّا جعله يتضايق بشكل كبير، خاصة وأنها احتوت على ملابس أرادها خصيصاً لسهرة اليوم. إلا أن هذا الخبر السيء، كانت له جوانب أخرى إيجابية على حد قول إيراني، وهي أن أبهيشيك اختار لقاء الجمهور ب"سلهام" مغربي ابتاعه من سوق بالمدينة. زيارة النجوم الثلاثة لمدينة مراكش، تندرج في سياق تقديم فيلم "سنة سعيدة" التي عُرض الليلة في ساحة جامع الفنا خارج أفلام المسابقة الرسمية، وهو الفيلم الذي يشهد مشاركة النجم المعروف شاروخان. فحتى مع غيابه هذه السنة بعد حضوره خلال دورتين سابقتين للمهرجان ذاته، إلا أن شاروخان أرسل رسالة مصوّرة إلى جماهير المهرجان، يؤكد فيها سعادته بعرض آخر أفلامه في المغرب، ومشدّدا على حضوره في الدورة المقبلة. وقد حقق فيلم "سنة سعيدة" منذ خروجه إلى القاعات السينمائية نهاية أكتوبر الماضي مداخيل كبيرة وصلت إلى 52 مليون دولار، بشكل جعله أحد أكثر الأعمال الهندية الناجحة في الآونة الأخيرة في شبابيك التذاكر، بينما كان متواضعاً فيما يخصّ تقييم النقاد السينمائيين له، حيث لم يتجاوز تقييم 2,5 على 5 في غالبية المجلات والجرائد الهندية المتخصصة في السينما.