بضيافتهم وعفويتهم المعهودتين، استقبل المراكشيون مساء الجمعة 2 دجنبر الجاري، نجم بوليود شاه روخ خان في أولى أماسي الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي اختار من خلال هذا الممثل تكريم إحدى التجارب السينمائية الأكثر شعبية بالمغرب والعالم. شاه روخ خان، الذي أسر أنه كان دوما يحلم بزيارة المغرب الذي سمع عنه من زملائه كثيرا، انصهر في هذه الحميمية التي تميز مدينة النخيل المضيافة وأهلها بمعانقته جمهوره وإتاحة الفرصة للجميع لتوثيق هذه اللحظة التي أضفت لمسة هندية خاصة على المهرجان الذي يطفئ هذه السنة الشمعة الأولى في عقده الثاني. فمنذ أن أعلنت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش عن خبر تكريم نجم السينما الهندية شاه روخ خان، أطلق عشاق الفن السابع الهندي وهذا الممثل العنان لمخيلتهم، مستحضرين أدوارا رسخت اسمه في سماء الشاشة الفضية العالمية، ممنين النفس بلحظة لقائه، التي لن تكون إلا بمدينة النخيل ملتقى نجوم السينما. باهتمام وشغف كبيرين، تتبع رواد ساحة جامع الفنا، إحدى معالم التراث الإنساني اللامادي، "إسمي خان"، آخر أعمال هذا الفنان، لتكرس، ومنذ سنوات، انفتاحها على كل التجارب السينمائية العالمية بكل تلاوينها وتعابيرها، ولتجمع من خلال هذا الفيلم بين الإبداع البوليودي والألق الهوليودي. فبموهبته الفذة وأدائه المميز، أبهر نجم السينما الهندية شاه روخ خان، الذي أفرد له المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نسخته الحادية عشرة (2-10 دجنبر) تكريما خاصا، جمهوره في مختلف أنحاء العالم. ومن خلال هذا التكريم، استعاد الجمهور مسيرة شاه روخ خان، أحد أغزر الممثلين عطاء وأكثرهم شعبية في السينما الهندية، التي انطلقت أواخر ثمانينات القرن الماضي من خلال مشاركته في العديد من المسلسلات التلفزيونية التي أثبت فيها أنه نجم من طراز عالمي وبمواصفات خاصة. وبعد أول أدواره في فيلم "ديوانا" الذي أخرجه راج كانوار سنة 1992، والذي فاز من خلاله بجائزة "فيلم فير" التي تعادل جوائز الأوسكار في الهند لأفضل أول الأعمال على الشاشة، أضحى شاه روخ خان منذ ذلك الحين النجم الأول لأزيد من 70 فيلما روائيا طويلا ومسلسلا تلفزيونيا. وقد أكسبه دور البطولة في فيلم "ديفداس" لسنجاي ليلا بهانسالي شهرة دولية، وهو الفيلم الذي قدم في مهرجان كان، ومثل الهند في جوائز الأوسكار لعام 2003، قبل أن يمثل هذا البلد في نفس المسابقة سنة 2006، بفيلم "باهيلي" لأمول باليكار، الذي أنتجه شاه روخ خان نفسه ولعب فيه دور البطولة. وحصل شاه روخ خان خلال مسيرته الفنية الغنية على 14 جائزة " فيلم فير" من بينها الجائزة الكبرى التي تقاسمها سنة 2004 مع أسطورة أخرى للسينما الهندية النجم أميتاب باتشان. كما نال أزيد من أربعين جائزة من وسائل الإعلام والمؤسسات الهندية المختلفة، ينضاف إلى كل ذلك حصوله على ثلاث جوائز وطنية رفيعة، وعلى وسام من درجة قائد في فرع الفنون والآداب حظي به من الحكومة الفرنسية سنة 2008 . وقد صنفته مجلة (نيوز ويك) من بين الخمسين شخصية الأكثر أهمية في العالم، كما أن مكانته في العالم والحظوة التي يلقاها لدى أعداد كبيرة من عشاقه، جعلت متحفي (مدام توسو) بلندن و(كريفان) بباريس يعرضان من بين تحفهما تمثالا من الشمع يجسد شخص هذا الفنان. يدير شاه روخ خان شركته الخاصة للإنتاج (ريد شيليز أنترتمانت) التي أنتجت سنة 2007 "أوم شانتي أوم" لفرح خان، أحد أكبر النجاحات في السينما الهندية في تلك السنة، ويتبنى العديد من الأعمال الإنسانية والخيرية.