أفضى تدخّل رجال الأمن بمحكمة القطب الجنحي لعين السبع، بالدّار البيضاء، دون تسجيل ضحايا ضمن ثاني جلسات محاكمة المتابعين في ملفّ "التّامك ومن معه".. إذ عمد رجال البوليس إلى حماية عدد من "انفصاليي الدّاخل" بقاعة الجلسات رقم 7 بذات المحكمة مع منع الوصول إليهم من قبل "وحدويين" الذين دخلوا معهم في مشادّات كلامية تطورت إلى تبادل للعنف. وقد كانت إجراءات أمنية مشدّدة رافقت قرب الشروع في ثاني جلسات محاكمة "مجموعة التّامك".. إذ عُمد إلى التدقيق في هوّية الوالجين لفضاء ابتدائية عين السبع، كما تمّ وضع حواجز حديدية ببوابة قاعة الجلسات، الحاملة للرقم 8، من أجل تدبير الولوج إلى داخلها.. وأعطيت تعليمات للبوليس بعدم الدخول في مشادّات مع أيّ كان وإن تطوّر الأمر إلى محاولات "استفزاز" شبيهة بتلك التي تمّ تفعيلها من قبل مساندي المتّهمين خلال أولى جلسات القضيّة. ثاني جلسات محاكمة "التّامك ومن معه" أعلن تأجيلها من قبل القاضي حسين جابر قبل أن تبدأ، وذلك رغما عن إحضار المتابعين المعتقلين اعلي سالم التامك وابراهيم دحان وحمادي النّاصري من معتقلهم الجديد بسجن عكاشة وكذا حضور كافّة المتابعين في حالة سراح الدكجة لشقر ويحظيه التروزي والصالح لبيهي ورشيد الصغير، إذ تمّ النطق بتاريخ 14 دجنبر القادم كموعد للالتئام الجديد من أجل النظر في الملفّ إعمالا لسلطة القاضي جابر الذي رأى بأنّ الوضع المشحون بين الحاضرين لا يسمح بالشروع في الجلسة كما لا يضمن الاستمرار العاديّ لأطوارها. موعد محاكمة التّامك كان موافقا لفترة التقاضي ما بعد الزوالية لابتدائية عين السبع ليوم الجمعة الأخير، وقد شُرعت بتبادل الشعارات بين الطرف "الانفصالي" ونظيره "الوحدوي"، إذ في الوقت الذي رفع طرف صوته بتقرير المصير بالصحراء جوبه من الطرف الآخر بعبارات داعية لزوال الفكر الانفصالي.. هذا قبل أن يتأجّج الوضع بعد أن صفع أحد انفصاليي الدّاخل امرأة حاملة لصورة الملك محمّد السّادس ويتحوّل بهو المحكمة إلى فضاء للصراع البدني أوقف بتدخّل البوليس حماية ل "انفصاليي الدّاخل".. هذا في الوقت الذي ألمّت إصابات بدنية خفيفة بطرفي المواجهة العنيفة، زيادة على صحفيين إسبانيين تواجدا بعين المكان لتغطية أطوار المحاكمة. حري بالذكر أنّ أولى جلسات محاكمة "التامك ومن معه"، قبل شهر من الآن، قد عرفت استعمال القوّة العمومية من أجل ضبط جوّ القاعة رقم 8 المحتضنة للمحاكمة، إذ ما إن أعلن عن افتتاح الجلسة إبّانه حتّى انخرط انفصاليون في ترديد شعارات مناوئة للمغرب، أبرزها: "لا بديل عن تقرير المصير" و "شعب الصحرا سير نحو النصر والتحرير"..، قبل أن يتأجّج الوضع بردّ فعل صدر عن بعض المحامين وعدد من رواد المحكمة ذاتها الذين رفعوا شعارات وحدة تلاها ترديد للنشيد الوطني المغربي بعد زهاء النصف الساعة من رفع جلسة التقاضي.