يفعّل كل من اعلي سالم التامك وابراهيم دحان وحمادي النّاصري إضرابا إنذاريا عن الطعام من داخل معتقلهم بسجن سلا المحلّي وذلك على خلفية مطالبتهم ب "محاكمة عادلة بحضور مراقبين دوليين أو الإفراج عنهم دون قيد أو شرط".. حيث من المرتقب أن يتمّ تفعيل هذا الإضراب طيلة 48 ساعة انطلاقا من يومه الثلاثاء على أن يُرفع صبيحة الخميس.. إذ أفاد ذات المتابعين الثلاثة في حالة اعتقال ضمن بيان صادر عنهم يوم أوّل أمس الأحد، وتوصلت "هسبريس" بنسخة إلكترونية منه، عن " إدانة شديدة للتمادي في مصادرة الحق المشروع في محاكمة عادلة بحضور مراقبين دوليين أو الإفراج دون قيد أو شرط، واستنكار السلوكات العنيفة لبعض المحامين المغاربة الذين سخروا للتشويش على أجواء المحاكمة.. والذي يستوجب عليهم كرجال قانون أن يتحلوا بالاستقلالية والنزاهة والأخلاق.. وكذا تثمين زخم التضامن الواسع الذي جسده حضور المراقبين الدوليين والمحامين وممثلي المنظمات الحقوقية الدولية والمغربية والصحراوية والصحفيين والمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والطلبة والمعطلين وعائلات المعتقلين السياسيين والجماهير الصحراوية..". ويأتي هذا التحرّك الاحتجاجي مباشرة بعد تأجيل ابتدائية عين السبع بالدّار البيضاء، يوم الجمعة الأخير، النظر في ملفّ "اعلي سالم التامك ومن معه" إلى غاية ال5 من شهر نونبر المقبل، وهو القرار الذي اتّخذته الهيئة القضائية النّاظرة في الملفّ بعد أن وقفت على غياب المتّهمين وتحوّل قاعة المحاكمة إلى ساحة صراع بين انفصاليين صحراويين توسّطتهم أمنتو حيدار، من جهة، ووحدويين من جهة أخرى. وقد فوجئ الحاضرون لجلسة محاكمة "التّامك ومن معه" بقرار رئيس الجلسة الامتناع عن اللجوء للقوّة العمومية من أجل ضبط جوّ القاعة رقم 8 المحتضنة للمحاكمة، إذ ما إن أعلن عن افتتاح الجلسة حتّى انخرط انفصاليون في ترديد شعارات مناوئة للمغرب، أبرزها: "لا بديل عن تقرير المصير" و "شعب الصحرا سير نحو النصر والتحرير".. وهو الإجراء الذي أفاد بخصوصه أحد الحاضرين ل "هسبريس"، رافضا الكشف عن اسمه، قوله: "لقد تساهل رئيس الجلسة إلى أقصى درجة مع معرقلي السير العادي للجلسة.. وقد فتح الباب بذلك في وجه حوادث أسوء قد تطال باقي الجلسات المرتقبة.. فلو كان الأمر مقترنا بأفراد عاديين لكان ذات القاضي قد لجأ إلى القوّة العمومية مثلما يلجأ إليها كلّما رنّ هاتف ما غُفل عن إطفائه داخل القاعة". حري بالذكر أنّ تحرّك "بوليساريو الدّاخل" ازداد نشاطا بابتدائية عين السبع بعد تشغيل الإعلام الإسباني لكاميراته داخل فضاء المحكمة، هذا قبل أن يتأجّج الوضع بردّ فعل صدر عن بعض المحامين وعدد من رواد المحكمة ذاتها الذين رفعوا شعارات وحدة تلاها ترديد للنشيد الوطني المغربي بعد زهاء النصف الساعة من رفع جلسة التقاضي المقرّر تأجيلها..