في الصورة مدير البطولة كريم العلمي وناصر الخليفي رئيس الاتحاد القطري أسدل الستار أمس الأول على النسخة الثالثة والأخيرة من بطولة رابطة لاعبات التنس المحترفات المعروفة اختصارا (WTA ) والتي نظمتها قطر لثلاثة مواسم متتالية حيث تنتقل بعدها إلى اسطمبول التركية بحسب قوانين رابطة لاعبات التنس المحترفات. انتهت إذن النسخة الثالثة الدوحة 2010 بفوز البلجيكية كيم كليستر العائدة من الاعتزال الدولي بلقب البطولة على حساب الدنماركية الصاعدة بقوة والمصنفة رقم واحد عالميا كارولين فوزنياكي بواقع جولتين مقابل جولة واحدة تفاصيلها 6 – 4 و7- 5 و6 – 3. وتهافت الإعلاميون على البطلتين لأخذ تصريح أو انفراد بمعلومة يلهبون بها عناوين تقاريرهم، فارتأيت أن أتوجه، ربما بدافع المواطنة، إلى بطل حقيقي سواء خلال مشواره كلاعب مغربي متألق في عالم الكرة الصفراء وأيضا من خلال إدارته باحترافية لكل البطولات العالمية في رياضة التنس في السنوات الأخيرة بتكليف من اتحاد التنس القطري. إنه البطل المغربي السابق كريم العلمي الذي رفع راية التنس المغربي رفقة زميليه يونس العيناوي وهشام أرازي في السنوات القليلة الماضية. ورغم العياء والإرهاق عقب نهاية البطولة مباشرة إلا أن كريم استقبلني بابتسامته العريضة مرحبا بإجراء هذا الحوار القصير الذي خص به قراء هسبريس و كشف فيه أسرار النجاح والتحدي الكبير الذي قبله بإدارة بطولة كبيرة من هذا الحجم، وغياب التنس المغربي على المستطيل وتألقه في كواليس التنظيم وإدارة البطولة. وجاء الحوار التالي. س: كابتن كريم نبارك لك نجاح البطولة وخروجها بالشكل المطلوب بشهادة كل المتتبعين والنقاد ورابطة محترفات التنس ممثلة في السيدة ستايسي أليستر. ج: الله يبارك فيك، والشكر موصول لكل قراء موقع هسبريس الذي يشكل صلة وصل بين كل المغاربة في الداخل والخارج وبوابة تواصل بين كل فعاليات المجتمع المغربي ومنبر إعلامي حر يعتمد على سرعة الإعلام الإلكتروني في نقل الأخبار، فتحية من هذا المنبر لكل المغاربة الذين ساندوني كلاعب وأنا متأكد أنهم لن يبخلوا علي بتشجيعاتهم في مهامي الجديدة سواء كمدير للبطولات الدولية باتحاد التنس في قطر أو من خلال عملي كمحلل فني للجزيرة الرياضية. أما بخصوص نجاح البطولة فأعتقد أن عبد ربه ليس إلا واحدا من بين مجموعة من جنود الخفاء، ولا يفوتني هنا أن أشكر كل فرد من هؤلاء الذين عملوا بصدق وبلا كلل قبل وخلال هذه البطولة وغيرها من البطولات السابقة والتي ستأتي من بعدها. وفي المقام الأول أود أن أشكر أخي وزميلي العزيز الأستاذ ناصر غانم الخليفي رئيس الاتحاد القطري للتنس الذي منحني الثقة والدعم اللامشروط سواء ماديا اومعنويا من خلال متابعته الدقيقة وحرصه الشديد على متابعة كل تفاصيل سير العمل وحقيقة أنا محظوظ بوجوده وبوجود الإخوة أعضاء الاتحاد القطري للتنس. س: ما دمنا نتحدث عن الدعم، هل يمكن اعتبار أن نجاح البطولة والبطولات السابقة راجع بالأساس لضخ المسؤولين القطريين لأموال سخية ووضعها رهن إشارة اللجنة المنظمة وإدارة البطولة؟ ج: دعني أولا أتفق معك بأن الدعم المالي الكبير وسيلة هامة لإنجاح أي مهمة، وهنا أود أن أتوجه بالشكر باسم إخواني في الاتحاد وفي اللجنة المنظمة إلى المسؤولين القطريين على الدعم الكبير وتوفير جميع وسائل النجاح، وفي مقدمتهم سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد الذي يدعم الحركة الرياضية في قطر بشكل عام. فالجانب المادي فعلا مهم جدا، لكن توفير الدعم المادي الكبير على العكس من ذلك يضعك أمام مسؤولية تنظيمية أكبر بحيث لا مجال لديك ولا مبرر للفشل، ومن هنا تجد على عاتقك مهمة وعبء جسيم بالخروج بالبطولة بشكل ناجح ورائع لمكافأة المسؤولين على الثقة وتحقيق الأهداف التي نظمت من أجلها البطولة، والحمد لله أعتقد أننا وفقنا في هذا الجانب، ولكننا دائما نقول أننا في الاتحاد واللجنة المنظمة دائما في تقييم مستمر ونقف عند السلبيات قبل الإيجابيات بهدف الارتقاء نحوالأفضل. س: كابتن كريم كلاعب وبطل عالمي سابق، ماذا أضاف لرصيدك إدارة بطولات عالمية كهذه خصوصا وأنك لست غريبا عن مجال التنس والبطولات الكبرى؟ ج: أعتقد أن إدارة بطولات بهذا الحجم أضافت لرصيدي كلاعب سابق الكثير، وتعلمت منها فوائد كبيرة وجوانب لم أكن أدركها حين كنت لاعبا. وقتها كنت أتمرن وآتي إلى البطولات أشارك وأغادر في أقل من أسبوع كأكبر تقدير، لكن عالم إدارة البطولة وتنظيمها عمل شاق وكبير بحيث أنك تشتغل طوال السنة لإنجاح أسبوع من المنافسة. وهذا يضع عليك عبئا ثقيلا ومسؤولية كبيرة. عليك إدارة الأزمات وإيجاد الحلول والحلول البديلة، ووضع التخطيط السليم ومتابعة تفاصيل ودقائق الأمور وهذه كلها أعباء وجهود لا يدركها اللاعبون ولا الجمهور وهي فعلا مهمة صعبة وتجارب مهمة تضيف لرصيدك. بالنسبة لي شخصيا كان هذا تحديا كبيرا للإشراف وإدارة بطولة كبيرة لمدة ثلاث سنوات متتالية خصوصا وأن رابطة اللاعبات المحترفات تضغط عليك و تجعلك أمام مسؤولية الظهور بشكل رائع ومستوى عال. س: في ظل تراجع الحضور المغربي على ساحة التنس العالمي عقب اعتزال الثلاثي كريم ويونس وهشام، كيف يمكن استثمار وجودك واستمرارك في عالم التنس من خلال إدارة بطولات كبيرة كهذه؟ ج: أعتقد أنه بعد الفترة الذهبية للتنس المغربي التي تألق فيها الثلاثي يونس العيناوي وهشام أرازي وعبد ربه، جاءت فترة فراغ كبيرة وغياب عن الساحة العالمية، وأعتقد أن وجودي في الميدان من خلال إدارة بطولات كبرى سواء بطولة رابطة لاعبات التنس المحترفات WTA خلال السنوات الثلاثة الماضية أو بطولة قطر المفتوحة إكسون موبيل للرجال يعتبر استمرار لتواجد التنس المغربي على الساحة الدولية. س: على ذكر الخلف، هل حاولت مثلا القيام بعمل فور اعتزالك اللعب أنت أو أيا من زميليك يونس وهشام لتطوير التنس المغربي أو وضع خبراتكم رهن إشارة رياضة التنس المغربية؟ ج: صراحة حاولت أول ما اعتزلت اللعب الدولي القيام بعدة مبادرات لخلق مراكز تكوين لكني اصطدمت بعدة صعوبات وعراقل، والآن مرت سبع سنوات وأنا هنا في قطر للعمل كمحلل فني للجزيرة الرياضية ومدير البطولات الدولية للاتحاد القطري للتنس وليس لدي الوقت لتكرار التجربة مرة أخرى. س: هل تعتقد أن المغرب يمكنه تنظيم بطولة بهذا الحجم في رياضة التنس؟ ج: بصراحة أعتقد أن بطولة من حجمWTA أو بطولة ATP من الحجم الكبيرالتي تنظم هنا تتطلب إمكانيات كبيرة جدا ودعما كبيرا، ولا أعتقد في الوقت الراهن أنه بالإمكان تنظيم بطولة من هذا الحجم لأن دفتر التحملات لبطولات كهذه يتطلب مبالغ كبيرة.