اغتنمَ الرَّئيسُ الغينِيُّ ألفَا كوندِي حضورهُ أشغَال قمَّة ريادَة الأعمال العالميَّة بمراكش، ببعثَ أكثر من رسالةٍ حول ما باتتْ تعانِيه بلادهُ جرَّاء تفشِّي فيرُوس "إيبُولَا"، وكيفَ أنَّ كثرًا تخلَّوا عنها فِي زمنٍ صعب. كوندي قال على هامش لقاءٍ صحفِي إنَّ البحثَ لا يزالُ جاريًا لتحدِيد الشَّخص الذِي أدخل الوباء أوَّل مرَّة إلى البلاد، "لقد توفي المصاب الأوَّل به في غينيا، كما توفي الطبيب الذِي كان يعالجه، لأنَّنَا لم نكن ندِري أنَّ هناك ضرورةً لعزلِ المريض، حتَّى لا تنتقل العدوَى". الرئيسُ الغينِي أردف أنَّ المنظومة الصحيَّة ببلادهِ تراجعَت بصورةٍ ملحوظة، بعدمَا كانت أفضل حالًا في فترة ما بعد الاستقلال، حيث كان بغينيا مختبر "باستُور"، وهو ما جعلَ "إيبولا" ينتشرُ بصورةٍ كبيرة، إزاء محدوديَّة الموارد المسخرة لمواجهته. ويظلُّ الإشكال الأبرز، اليوم، بحسب الرئِيس الغينِي، هو إبقاء المرض تحت المراقبة، موازاةً مع تأهيل الطاقم الطبِّي وتحفيزهِ على القيام بواجبه، على اعتبار أنَّ ثمَّة خوفًا شديدًا منه، زيادة على التوعية بجوانب المرض وكيفيَّة انتقاله. التوجسُ من الإصابة بفيرُوس إيبولا لمْ تقف أضرارها عند خسائر الأرواح، كما يقول كونجي، وإنما كانت لها تداعيَات اقتصاديَّة واجتماعيَّة وخيمة بعدما باتت البلاد محاصرة، حتَّى أنَّ الجيران أقفلُوا الحدود مع البلاد،"المغرب مقبلٌ على المساهمة بمستشفى نقَّال، وذاك ما نحتاجهُ حتَّى نطوق المرض". وأبدَى الرئيسُ الغينيُّ امتنانه للمغرب، بعدمَا أبقى رحلاته الجويَّة مع غينيا من خلال شركة الخطُوط الملكيَّة المغربيَّة، بالرُّغم من المخاوف الصحيَّة القائمة، الأمر الذِي مكَّن من فكِّ العزلَة عن البلد في لحظاتٍ حرجة، "لا زلتُ أذكرُ حين يوم قدمتُ إلى المغرب في وقتٍ سابق واقترحتُ على جلالة الملك تأجِيل المنتدى الإفريقي، بيد أنَّ الملك محمدًا السَّادس أصرَّ أنْ ينعقد في حينه، وقدْ حضر وقتها مائتا غيني، وذاك راسخٌ عندنَا". المتحدث ذاته، توجه بالشكر إلى المجتمع الدولي على تضامنه، وإلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قائلًا إنَّ الرئيس الفرنسي، فرانسوَا هُولاند، سيحلُّ في بلاده، الأسبُوع القادم، وفِي ذاكَ مؤشرٌ على كون الأمور سائرةً في طريق التحسن، يؤكدُ الرئيس ألفَا.