قال الناشط خالد الزراري رئيس الكنغريس العالمي الأمازيغي إن "هناك تراجعا في مكتسبات الأمازيغية بالمغرب، وأنه يتوجب على الحركة الأمازيغية أن تجمع شملها لأن الحقوق تنتزع ولا تعطى"، وأضاف الزراري الذي كان يتحدث في الندوة الوطنية التي نظمها التنسيق الوطني الأمازيغي CNA، بتعاون مع منظمة تماينوت بمركب جمال الذرة بأكادير، أنه بالرغم من التجربة الناجحة في تونس وتطور الدستور التونسي مقارنة بغيره في المنطقة، فإن "هذا الدستور نص فقط على تعددية سياسية وليس لغوية، بل أقَرّ أن تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، وأن العربية هي لغتها والاسلام دينها والجمهورية نظامها مع تأكيد المشرّع التونسي على عدم قابيلية تعديل هذا الفصل". أما بالنسبة لوضع الأمازيغية بالجزائر فإن ذات المتحدث يؤكد أن "المكاسب الأمازيغية لم تُراوح مكانها منذ 2001، ومنذ ذلك التاريخ لم يتغير أي شيء. حتى أن النظام الجزائري رغم مرور أزيد من 13 سنة لم يستطع تقديم ومحاسبة المسئول عن اغتيال 127 شخصا المقتول بتيزي وزو والمتسبب في عاهات دائمة لأزيد من 5000 شخص". وفي سياق قراءة وضع الأمازيغية في الدول المغاربية يُردف رئيس الكونغرس العالمي أن الوضع بيلبيا أكثر سوءًا، وذلك لما يعرفه هذا البلد من حرب قبلية وأهلية. فالأمازيغ في ليبيا غير ممثَلين بالبرلمان. مُضيفا "أن الأمازيغية مرتكز وطني لا يجب أن يخضع لأي تصويت في ليبيا، بل على توافق جميع الأطراف لأن العربية والاسلام لم يخضعا لأي تصويت عندما تم فرضهما في ليبيا" يؤكد زيراوي.. وفي منطقة الساحل أوضح زيراري أن "هناك مفاوضات بين الفرقاء الماليين برعاية الجزائر منذ 5 أشهر، وأنهم توصلوا إلى اتفاق سيننشر قريبا وإن كان مجحفا بالنسبة لأزواد وللطوارق". المخزن أفرغ النضال الأمازيغي قال سعيد العلالي في مداخلته إن "حصيلة النضال الأمازيغي في السنوات الأخيرة هزيلة، و أن الأمازيغية أصبحت في أيدي الأحزاب السياسية ورقة سياسية للاستغلال. وأن المخزن دستر الأمازيغية لكنه لم يفعل شيئا غير ذلك". علالي أوضح أن "المخزن متهم بالسرقة الأدبية وإفراغ محتوى النضال الأمازيغي من خلال سرقة المصطلحات والمفردات التي تستعملها الحركة الأمازيغية في نضالاتها ومطالبها". ودعا الفعاليات الأمازيغية إلى وقفة تأمل لتقييم وضع الحركة الأمازيغية، متسائلا في الوقت نفسه عن " سبب هذه العقلية الأمازيغية الهدّامة التي تُحارب المبادرات" وأشار إلى أنه في نفس اليوم عرفت الساحة الأمازيغية تنظيم ثلاثة لقاءَات، واحد في طنجة وآخر في الرباط وثالث في بأكادير". وقد أشاد الناشط علالي بتجربة تاوادا الأمازيغية واعتبرها " تجربة موضوعية للمطالب الأمازيغية، وقد أعطت أكلها واستطعت أن توصل رسالة الأمازيغ للمخزن ولأحزابه مفادها أن للأمازيغ مطالب تفوق الدسترة ".. وفي ختام كلمته أمام الطلبة والمدافعين عن الأمازيغية طالب العلالي "بانشاء تنسيقيات جهوية لتسهيل التواصل بين أبناء ومناضلي التنسيق الأمازيغي". معضلة أراضي القبائل والجماعات إبراهيم فوكيك، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، والذي عنون مُداخلته ب"أراضي القبائل: صراع قرن بين قانونية النزع والتدمير ومشروعية الاسترجاع واستقلالية التدبير"، تطرّق في البداية إلى أن كلمة "أسُولْ" هي الترجمة السليمة لكلمة "قبيلة". فوكيك أوضح أن كلمة "أسول" ليست كلمة إثنية عكس مفهوم القبيلة في الشرق. فكلمة أسول تشمل جميع الاثنيات والأعراق والألوان والديانات أيضا. وزاد بأن " مضامين القوانين ليست سوى ترجمة تقنية للغايات التي يهدف المشرع إلى تحقيقها" .فوكيك الذي تحدث بتفصيل دقيق عن مشكل أراضي الجموع من الناحية التاريخية منذ ظهير 1919 وانتقال " أراضي القبائل " إلى" أراضي الجماعات" في الترسانة القانونية التي سنتها الحماية الفرنسية، شدّد على أنه بعد الاستقلال لم يتم التخلص من هذه القوانين بل تمت تزكيتها واعتمادها فتم " تقليص دور القبيلة كمؤسسة متناسقة واخضاع ممتلكاتها للرقابة والوصاية". الفيدرالية كحل أمازيغي الناشط يوسف ألمير، رئيس جمعية تنوكرا بتنغير، دافع في مداخلته الموسومة ب"الأمازيغية والخيارات الترابية" عن الأطروحة الفيدرالية كبديل أمازيغي، مؤكدا أن " الحركة الأمازيغية كانت السبّاقة إلى طرح نظام الفيديرالية كمَخرج من المأزق الذي تعاني منه الدولة المغربية جراء تراكم السياسات المركزية". هذا وقد دعا ذات المتدخل الفاعلين في الحركة الأمازيغية إلى " بلورة تصور لهذه الفيدرالية ووضع آليات تطبيقها لتحقيق اقلاع اقتصادي وديموقراطي".. وقد برّر المير اختياره بكون النظام الفيدرالي يتيح توازنا بين الجهات ويحترم التعدد والتنوع، مشيرا إلى أن التقسيم الترابي المبني على إمارات وقبائل ضارب في القدم. إطار عام لممارسة السياسة أستاذ القانون بجامعة ابن زهر رشيد كديرة أورد في مداخلته أنه "للدخول في العمل السياسي لابد من احترام قانون البلد ومؤسساته والالتزام بالاطار العام" مستشهدا بمقتطفات من خطاب الملك محمد السادس.. ونفس المتدخل عرّج على أن "الحركة الأمازيغية تمر بنفس المراحل التي مرت منها كل الحركات العالمية، وهي الآن في مرحلة اليتوبية السياسية بعد أن تجاوزت مرحلة الأسطورية التي تحاول فيها الحركة إبراز الوجود وتأكيده". وأضاف كديرة أن "الأحزاب الحالية في المغرب تغيب فيها الايديولوجية ويصعب التمييز بينها، وأن الحركة الأمازيغية لم تحسم بعد في الشكل السياسي الذي ستتخده وكل الأشكال ممكنة، فقط على الفاعلين ألا يربطوا المشاريع السياسية بالأشخاص بل بالمؤسسات". أفكار مغربيّة رشيد الحاحي، المنسق الوطني للهيئة المنظمة للندوة الوطنية عبر في مداخلته عن وجود " تنسيق ضعيف بين مكونات الحركة الأمازيغية، وأنها حركة مشتتة وتعرف كسادا كبيرا وهدرا أكبر". وزاد بأن "أن الحركة الأمازيغية هي الحركة المغربية الوحيدة التي لم تستورد شيئا من الخارج، عكس اليسار الذي وجد ترسانة من الكتب القادمة من الغرب ومن الشرق، والحركات الاسلامية التي وجدت أرشيفا من الكتب والوثائق والمستندات المصرية والشرقية عموما، أما الحركة الأمازيغية فكل انتاجاتها وأفكارها محلية وMade in Morocco". وفي ختام الندوة طالبت "لجنة دعم معتقلي القضية الأمازيغية" باطلاق سراح المعتقلين حميد أوعضوش ومصطفى أوسايا، وقرأت ذات اللجنة رسالة أوعضوش التي حرّرها داخل سجن تولال بمكناس والتي تطرّق فيها ظروف اعتقاله والحكم عليه بالسجن منذ 22 ماي 2007.. كما قدم في ذات الرسالة قراءة للوضع السياسي المغربي وراهن الأمازيغية.