أسفرت المعارك التي شهدها ريف إدلب؛ عن سيطرة جبهة النصرة على معظم قرى وبلدات جبل الزاوية، معقل جبهة "ثوار سوريا"، التي تعتبرها الولاياتالمتحدة وحلفائها إحدى أكبر الفصائل "المعتدلة" في سوريا. وشارك في المعارك التي خاضتها "النصرة" ضد "ثوار سوريا"؛ تنظيم جند الأقصى، الذي أعلن قادته مبايعتهم لتنظيم داعش، كما تواردت أنباء غير مؤكدة بمشاركة عناصر من داعش في اشتباكات جبل الزاوية، وهو ما ينذر بأن تقارباً بين "النصرة" و"داعش" يمكن أن يحدث في القريب، بالرغم من التوتر الذي شاب علاقات التنظيمين خلال الفترات السابقة، أدى حينها إلى اشتباكات؛ سقط على إثرها قتلى من الجانبين. ويعزز احتمال التقارب بين "النصرة" وداعش؛ ضربات التحالف بالأمس التي استهدفت منطقة حارم بريف إدلب، إلى جانب إحجام التحالف عن دعم فصائل الجيش الحر، وعدم استهدافه لقوات النظام. وأفاد قائد كتيبة "الشهيد أبو الحارث" التابعة لفصيل "جند الأقصى"، عمر الشيخ مصطفى، لمراسل الأناضول، "بأن داعش والنصرة وجند الأقصى كلهم ينضوون تحت لواء تنظيم القاعدة"، متهماً "الجيش الحر بالتبعية للولايات المتحدة". وأضاف الشيخ مصطفى "أن حركة حزم وجبهة ثوار سوريا؛ يمتلكون أسلحة كافية لتحرير سوريا؛ لكنهم لا يستخدمونها ضد النظام" حسب زعمه، مشيراً إلى أن جبهة ثوار سوريا؛ استهدفت مقرات النصرة وجند الأقصى لدى هجومهم على إدلب، ما دفعهم لمهاجمتها، والسيطرة على مقراتها في جبل الزاوية. بدوره قال "محمد علوان" - القيادي في جبهة النصرة - للأناضول: " إنه بالرغم من حالات التصادم التي حصلت بين النصرة وداعش؛ لكنهم في المقابل تعاونوا في عدة مسائل من قبل "، مشيراً إلى وساطة يقودها تنظيم "أنصار الشريعة" بين الطرفين؛ حتى يحلوا الخلافات العالقة بينهما. و يعتقد العديد من القادة في الجيش الحر وناشطون؛ بأن النصرة وداعش لهما مرجعية واحدة، والاختلاف بينهما يكمن في أمور تكتيكية، ويعتبرون بأن عدم استهداف قوات التحالف لجيش النظام والميليشيات الشيعية التي تقاتل بجانبه، وامتناعها عن تقديم الدعم المطلوب للجيش الحر، كل تلك العوامل أسهمت في إضعافها، وانزلاق الكثير من المقاتلين نحو تلك التنظيمات.