بعدمَا صنّف مسْحٌ لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب، أجرتْه الأممالمتحدة خلال السنة الماضية، الشعب المغربي ضمْن أكثر شعوب العالم تعاسة، باحتلاله للرتبة ال 99 من أصل 156 دولة شملها المسح، كشف مؤشّر جديد لمعهد أمريكي، عن مفاجأة كبيرة حقّقها المغرب، على مؤشر تعاسة الشعوب، بتصنيف المغاربة أقلّ تعاسة مقارنة مع شعوب دولٍ متقدمة. وانتقل المغرب على مؤشّر التعاسة الذي أنجزه مركز CATO الأمريكي، وشمل دُولا مختلفة من أرجاء المعمور، من الرتبة 58 خلال العام الماضي، إلى الرتبة 82 في المؤشّر الصادر حديثا عن المركز الأمريكي؛ ويعتمدُ المركز الأمريكي في مؤشره على الحساب التنازلي، إذْ تُعتبر الدول التي تحتل صادرة المؤشر من أكثر الدول تعاسة، وجاءت سوريا في صدارة المؤشر. المُفاجأة الكبرى التي حمَلها مؤشر المركز الأمريكي، لقياس درجة التعاسة لدى الشعوب، والذي يعتمد على حساب حجم الأعباء المفروضة على المواطنين، والمتعلّقة بمستوى الأسعار ومعدل البطالة، ونسبة الفوائد المُطبّقة على القروض، هيَ أنّ الشعب المغربي تمّ تصنيفه شعْبا أقلّ تعاسة مقارنة مع شعوبِ عدد من الدول الخليجية الغنيّة، وحتى بعض الدول الأوربية والولايات المتحدةالأمريكية. وهكذا جاء تصنيف المغرب أفضل من تصنيف ستّ دول عربية، هي سوريا، التي احتلّ شعبها صدارة الشعوب الأكثر تعاسة خلال هذه السنة، وفق مؤشر معهد CATO، والسودان، التي صُنّفت في المركز الثالث، خلف فنزويلا، كما تقدّم المغرب على دول عربية أخرى، هي مصر والأردن ، فضلا عن الدولتين الغنيّتين بمواردها الطبيعية من البترول والغاز، وهما السعودية والجارة الجزائر. في المقابل جاء تصنيف دول عربية أخرى أفضل من المغرب، مثل الكويت وقطر والبحريْن؛ وبالمقارنة مع الدول الأوربية والأمريكية، جاء تصنيف المغرب، وفق المعايير المعتمدة من طرف المعهد الأمريكي أفضل من دول كبرى تتمتّع باقتصادات قوية، ومنها أربع دول أعضاء في نادي الدول الصناعية الثمان الكبرى، وهي إيطاليا، وفرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدةالأمريكية. وعلى الرغم من وجود فوارق كبيرة بين مستوى القدرة الشرائية والثراء لدى مواطني هذه الدول، والمواطنين المغاربة، فإن مؤّشر المعهد الأمريكي استند في تصنيفه لدرجة سعادة الشعوب بناء على مدى تخفيف الدول للأعباء على مواطنيها، وهو المُعطى الذي جعل دُولا ذات اقتصادات هشّة، ودخْلٍ فرديّ ضعيف، تتقدّم في التنصيف على دول معروفة باقتصاداتها القوية وارتفاع مستوى الرفاهية لدى شعوبها. وجاءتْ سويسرا في مُقدّمة الشعوب الأكثر سعادة في مؤشر معهد COTA، متبوعة باليابان، ثمّ الصين وتايوان، بيْنما احتلّ شعبا دولتين عربيّتين الرتبتين الأولى والثالثة، كأكثر شعوب العالم تعاسة، وهما على التوالي الشعب السوري والشعب السوداني، فيما احتلّ الشعب الإيراني الرتبة الرابعة، خلف شعب فنزويلا الذي جاء في المرتبة الثانية.