تناولت صحف مغاربية، في أعدادها لنهار اليوم الاثنين، الحراك السياسي في الجزائر في ظل رغبة المعارضة في تحريك الشارع ضد النظام، والمشهد السياسي في تونس على وقع الانتخابات التشريعية الأخيرة، فيما ركزت الصحف الموريتانية على الأوضاع في بوركينافاسو في ضوء بيان مجموعة الخمس لدول الساحل بهذا الخصوص. ففي الجزائر، تناقلت الصحف النداء الذي وجهته (هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة) إلى الشعب الجزائري، بمناسبة ذكرى فاتح نونبر، دعته من خلاله إلى "الالتفاف حول مبادرة الانتقال الديمقراطي"، ورفض ما وصفته "السياسات الفاشلة لنظام الحكم". وجاء في البيان كما أوردته الصحف أن "الهيئة تتوجه إليكم (الشعب الجزائري) بمناسبة إحياء ذكرى الستين لانطلاق الثورة التحريرية لتحييكم ولتدعوكم إلى التأمل في وضع الجزائر اليوم، وللاندماج في المسار الصائب والضروري للانتقال ببلدنا من حالة الوهن الشديد الذي أصابها، إلى وضعية بلد يسير بخطى حثيثة نحو الديمقراطية والعدالة والمساواة والحرية لكل أبنائه". ونقلت صحف عن عبد العزيز رحابي، الناطق باسم الهيئة المذكورة ووزير الاتصال سابقا، قوله إن هذا النداء "نخطر به الشعب بخطر الأزمة ونعلمه بأن هناك مبادرة تهدف إلى دفع السلطة لقبول الانتقال الديمقراطي"، مضيفا أن المعارضة انطلقت في ندائها من واقع يتمثل في "تعطل مجلس الوزراء وشلل هيئات الدولة، فضلا عن أن الرئيس غائب وغير قادر على ممارسة مهامه الدستورية، ما أثر في سير مؤسسات الدولة". وتحت عنوان "أحزاب المعارضة تريد مسيرات سياسية يقودها الشعب"، اعتبرت صحيفة (الشروق) في تناولها لهذا النداء أن هيئة التشاور والمتابعة المنبثقة عن تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي "لا تستبعد اللجوء إلى الشارع لإيصال رسالتها إلى السلطة"، وأنها تؤكد "أحقيتها في استعمال القاعات والشارع للتعبير عن مواقفها، لاسيما الفضاءات العمومية التي توظف فقط في الحفلات وتغلق أمام أي عمل سياسي". وتابعت أن التنسيقية "وجهت انتقادات حادة إلى النظام، وأدانت مواصلته سياسة القمع التي كانت بدايتها بمنع أحزاب سياسية تنشط بطريقة شرعية من تنظيم مهرجانات داخل العاصمة احتفاء بذكرى أول نوفمبر"، مبرزة أن "العيب ليس في المعارضة وليس في المجتمع، وإنما في النظام الذي أغلق على كل شيء"، وأنها عازمة على "الخروج إلى الشارع مع الشعب في حال رخصت السلطة لهم بذلك للتعبير بطريقة سلمية عن موقفهم الداعي إلى ضرورة التغيير، خاصة وأن الجميع يسير في الجزائر لأهداف اجتماعية". وكتبت صحيفة (الفجر) تحت عنوان "المعارضة تتجه نحو توظيف الشارع في العمل السياسي"، إن "أحزاب المعارضة دقت ناقوس الخطر حول مستقبل البلاد"، موردة على غرار صحف أخرى تصريحات تصب في هذا الاتجاه، ضمنها تصريح لخبير أمني أكد فيه على ضرورة "تأطير الشارع والسماح للأحزاب بالنشاط"، معتبرا أن "الجزائريين من حقهم أن يعبروا بالوسائل السلمية، ومن حق الأحزاب، أيضا، مواصلة النضال لتغيير الوضع". وفي تونس، واصلت الصحف اهتمامها، على الخصوص، بتداعيات الانتخابات الرئاسية وسيناريوهات تشكيل الحكومة المقبلة، ومستجدات الحملة الانتخابية الرئاسية في يومها الثالث. وفي هذا السياق، تساءلت صحيفة (البيان)، في صفحتها السياسية، "إلى أين ستأخذنا النتائج التي تمخضت عنها الانتخابات التشريعية في علاقة بالتحالفات الممكنة أو المفروضة لتشكيل الفريق الحكومي الجديد¿، وهل يمكن لهذه التحالفات، إن حصلت، الثبات لفترة طويلة أم ستكون لتحقيق مصلحة فقط¿"، مضيفة أن "ما يطرأ من تساؤلات بخصوص فرضيات التحالف الحكومي مرده غياب الأغلبية المريحة، بحسب ما جاء في القانون الانتخابي وعدم وجود تقارب فكري وسياسي كبير بين الأطراف الحاصلة على نسبة من المقاعد تجعلها فاعلة في المشهد السياسي على مدى السنوات الخمس القادمة". ومن جهتها، أشارت صحيفة (المغرب)، تحت عنوان "هذه مهن واختصاصات النواب الجدد"، إلى أن البرلمان الجديد سيكون "بتركيبة فسيفسائية تشمل أسماء لها رمزيتها النضالية وقيمتها العلمية والمهنية"، مضيفة أن هذه التركيبة تتكون من "35 محاميا و15 رجل أعمال و4 سيدات أعمال و34 معلما وأستاذا و10 أطباء وصيدلاني و31 أستاذا جامعيا و12 مهندسا، و4 فلاسفة و24 إطارا وقاض وأستاذ مسرح (فنون جميلة) و4 متقاعدين ومعطلان عن العمل". وعلى مستوى الحملة الانتخابية الرئاسية، نقلت صحيفة (التونسية) عن المنصف المرزوقي، قوله خلال تجمع انتخابي بالعاصمة، " أنا ذاهب إلى المعركة (الانتخابات الرئاسية) بروح انتصارية وليس بروح انهزامية... وسأنتصر"، مضيفا أنه "صمام الأمان ضد التغول وعودة الاستبداد وعودة النظام القديم بجميع تفرعاته"، كما نقلت عن الباجي قائد السبسي، رئيس حركة (نداء تونس)، قوله، خلال تجمع انتخابي آخر، "لا بد أن تعملوا جميعا على ضمان وجود تونس واسترجاع هيبتها"، مضيفا أن رئاسة الدولة "أمانة وعبؤها ثقيل ومن لا يستطيع تحملها يبقى في منزله، ولن نترك الأمانة إلا بعد أن يتسلم الشباب المشعل". ونقلت صحيفة (الشروق) عن المرشحة النسائية الوحيدة، كلثوم كنو، قولها خلال افتتاح حملتها الانتخابية للرئاسيات، أنه "حان الوقت لتصعد المرأة إلى منصب الرئاسة بعد أن جعلتها مدونة الأحوال الشخصية صاحبة حقوق وندا للرجل"، مضيفة أنها " تعتز أن تكون امرأة لكنها ليست مرشحة النساء فقط بل العائلة الديمقراطية" التي انتمت إليها منذ المرحلة التلاميذية. وفي موريتانيا، تطرقت الصحف المحلية إلى الأوضاع في بوركينافاسو، في ضوء البيان الذي أصدرته مجموعة الخمس لدول الساحل، التي ترأسها موريتانيا، والذي أعربت فيه عن انشغالها إزاء الأحداث التي يشهدها هذا البلد، ودعوتها البوركينابيين إلى المحافظة في المقام الأول وتحت أية ظروف على مناخ السلم والسكينة بما يمكن من التوصل إلى حلول عادلة وتوافقية. كما أشارت إلى تضامن المجموعة مع مكونات الشعب البوركينابي و"استعدادها التام للسعي مع جميع أصدقاء بوركينافاسو للتوصل إلى حل سريع ومرضي لتجاوز الأزمة الحالية". وفي سياق متصل، توقفت الصحف عند البيان الصادر عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحزب الحاكم) والذي أعرب فيه عن أمله في أن تكلل مرحلة ما بعد بليز كامباوري، الذي قضى 27 سنة في سدة الحكم، بالعودة في أسرع الآجال إلى الحياة الدستورية الطبيعية وقيام نظام ديمقراطي حقيقي يحقق للبوركنابيين آمالهم في التنمية والتقدم. وفي الشأن الداخلي، عرجت مجموعة من الصحف على حفل تنصيب المجلس الدستوري، اليوم الاثنين، للزعيم الجديد لمؤسسة المعارضة في موريتانيا، الحسن ولد محمد المنتمي لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل ) ذي المرجعية الإسلامية خلفا لأحمد ولد داداه زعيم حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي كان قاطع إلى جانب تسعة أحزاب أخرى، منضوية تحت لواء منسقية المعارضة الديمقراطية، الانتخابات البلدية والتشريعية التي جرت في البلاد أواخر سنة 2013. على الصعيد الرياضي، دعت صحيفة (لوكوتديان دي نواكشوط) إلى تشكيل منتخب موريتاني أولمبي قادر على المنافسة خلال تصفيات الألعاب الأولمبية 2016 المقررة في ريو دي جانيرو، وذلك بعدما أوقعت القرعة منتخب موريتانيا في مواجهة نظيره الليبي في الدور الأول المقررة في ماي 2015. وقالت الصحيفة إن الكرة الآن في مرمي الجامعة الموريتانية التي ينبغي أن تعين من الآن الطاقم التقني القادر على تشكيل فريق أكثر تنافسية للمشاركة في هذه المسابقة الهامة الخاصة بفئة أقل من 23 سنة والتي ستخوض موريتانيا غمارها لأول مرة.