تركزت أبرز اهتمامات الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الاثنين ، حول الانتخابات التشريعية المبكرة في أوكرانيا، و الهجوم الدامي الذي نفذه مسلحون بسيناء المصرية مخلفا 33 قتيلا في صفوف الجنود، فضلا عن وضعية الأبناك في إسبانيا وبلجيكا بعد خصوعها لاختبار البنك المركزي الاوروبي. وبخصوص الانتخابات التشريعية في اوكرانيا قالت صحيفة ( كوميرسانت) الروسية إن استطلاعات الرأي تشير إلى فوز كتلة بيوتر بوروشينكو في هذه الانتخابات ب 23 في المائة من أصوات الناخبين ،مبرزة أن هناك ما يكفي الآن لاستمرار ما بدأه الرئيس بشأن تسوية الصراع المسلح . وذكرت الصحيفة ان لجنة الانتخابات المركزية الاوكرانية كانت قد حذرت مسبقا من ان صورة الانتخابات في البلاد لن تكون كاملة هذه المرة لان الانتخابات لم تجر يوم امس في 9 من اصل 21 دائرة انتخابية في مقاطعة دونيتسك وفي 6 من اصل 11 دائرة في مقاطعة لوغانسك وكذلك في شبه جزيرة القرم. ولم يتمكن 4,6 مليون ناخب من التصويت كما أفادت منسقة منظمة البرامج الانتخابية البرلمانية "اوبورا" اولغا ايفازوفسكايا. في السياق ذاته ذكرت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن خبراء يعتقدون بان البرلمان وحتى بدون الاخذ بعين الاعتبار ممثلي جنوب شرق البلاد، سيضطر للاستماع للمناطق المتمردة ولروسيا. ونقلت الصحيفة عن الخبير ميخائيل بوغريبينسكي قوله "يجب على أي سلطة اوكرانية تتحلى بروح المسؤولية ان تتذكر وتدرك انه بدون التوصل الى حلول وسط سياسية واقتصادية مع روسيا لن يكون من الممكن الخروج من الطريق المسدود. كما نقلت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا)عن نائب رئيس معهد "غورشينين" اليكسي ليشينكو قوله ان الجمهور في اوكرانيا سيقر حتما بشرعية البرلمان الجديد، مشيرا الى انه زار خلال الاسبوع الاخير قبيل الانتخابات عدة مقاطعات في جنوب وشرق البلاد( الخاضعة للسلطات الاوكرانية). وقال "اذا تحدثنا عن مقاطعات خاركوف ودنيبروبيتروفسك وزاباروجيه فيمكن القول ان الناس هناك اكثر فعالية من وسط البلاد". وفي نفس الموضوع رأت الصحف الألمانية في تعليقاتها أن كل التوقعات تشير إلى فوز كتلة الرئيس بترو بوروشينكو إلى جانب حزب رئيس وزرائه "جبهة الشعب ". وبهذا الخصوص اعتبرت صحيفة (دير تاغسشبيغل) أن الانتخابات البرلمانية في أوكرانيا فازت فيها الأحزاب الموالية للغرب بشكل واضح يوم أمس كما أظهرت ذلك استطلاعات لآراء الناخبين بعد الادلاء بأصواتهم. وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقا لنتائج الاستطلاعات فإن كتلة الرئيس المؤيد لأوروبا بترو بوروشينكو ستفوز بنسبة 23 في المائة من الأصوات ،فيما ستفوز جبهة الشعب القومية لرئيس الوزراء ياتسينيوك بنسبة 21 في المائة مما سيمكنه من إنقاذ منصبه والاستمرار في قيادة الحكومة . وأضافت الصحيفة أنه رغم ذلك مازال من غير الواضح ما إذا كان بإمكان الطرفين الفوز بالأغلبية المطلقة في البرلمان خاصة وأن حزبا تم شكيله من قبل حلفاء الرئيس المخلوع المؤيد لموسكو فيكتور يانوكوفيتش ، يمضي بصورة مفاجئة نحو البرلمان. من جانبها كتبت صحيفة (فرانكفوتر أليغمايه تسايتونغ) أن الأوكرانيين الذين يسعون إلى الانضمام إلى أوروبا بعد أن أطاحوا بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في الانتفاضة المدنية الشتاء الماضي ، من الواضح أنهم هم الفائزون في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت أمس . أما صحيفة (نورنبيغه ناخغيشتن) فرأت في تعليقها أن 36 مليون شخص في أوكرانيا توجهوا إلى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد بعد ثمانية أشهر من الإطاحة بنظام الرئيس الموالي لروسيا يانوكوفيتش مشيرة إلى أن الرئيس بوروشينكو يأمل في تأسيس قاعدة صلبة لمواصلة خطة تنهي الصراع الانفصالي في شرق البلاد وتنفيذ إصلاحات ديمقراطية. ووفقا لصحيفة (نورداديشه كورير) فإن الشعبويين القوميين في أوكرانيا ، فشلوا من خلال الانتخابات التشريعية في كسب ما يكفي من الدوائر الانتخابية معتبرة أن كل المؤشرات تبين أن الناخبين الأوكرانيين اختاروا "سياسة التوازن" لبلادهم. من جهتها قالت صحيفة (دي راينفالتس)إن التحدي الكبير الذي مازال أمام أوكرانيا هو مواجهة روسيا مشيرة في هذا الصدد إلى أن بروكسل تسعى إلى التفاهم مع موسكو من أجل إنهاء إراقة الدماء بين الانفصاليين وسلطات كييف ، لكن ذلك تقول الصحيفة ، "لن يتحقق إلا مع وقف العناد وتحكيم العقل". في ذات السياق أكدت صحيفة (دانجنس نهيتر) السويدية أن هذه الانتخابات فازت بها حسب الاستطلاعات الاولى للرأي التي انجزت لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع ،الاحزاب الموالية للغرب، ومنها حزبي بيترو بوروشينكو ورئيس الوزراء ارسينيي لاتسونيوك، مشيرة الى أن هذين الحزبين يتجهان لتشكيل الحكومة. واضافت الصحيفة ان العديد من الاحزاب حققت حسب الاستطلاعات نتائج ضعيفة مقابل نتائج جيدة لاحزاب اخرى، مضيفة ان حزبا الرئيس الاوكراني ورئيس وزرائه فازا ب40 في المائة من الاصوات من جانبها قالت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) ان الاغلبية في البرلمان الاوكراني الجديدة موالية للغرب مشيرة الى أن هذه النتائج تستجيب لتطلعات الرئيس بوروشينكو الذي اضحى بامكانه تحقيق تقارب اكثر بين كييف وبروكسيل. في نفس الموضوع اعتبرت صحيفة (لاغازيت إليكتورال ) البولونية أن فوز الموالين لاروبا في هذه الانتخابات يشكل انتصارا غير مسبوق منذ استقلال هذه الجمهورية عن الاتحاد السفياتي السابق سنة 1991 ، لكنها أشارت الى ان النقطة السوداء لهذا الاستحقاق تتمثل في عدم اجراء الانتخابات شرق البلاد الذي يخضع لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا . من جانبها قالت صحيفة (ريسبوبليكا) ان بوروشينكو ليس من حقه الوقوع في الخطأ كما انه ليس من حق البرلمان الجديد المنبثق عن هذه الانتخابات ان يخيبوا آمال الاف الاشخاص الذي قادوا الثورة بميدان الاستقلال . وفي فرنسا اهتمت صحيفة (لوموند) بالهجوم الدامي بسيناء المصرية والذي خلف 33 قتيلا في صفوف الجنود المصريين ،والذي اعلنت عقبه الحكومة المصرية حالة الطوارىء واغلقت حدود البلاد مع قطاع غزة،مشيرة الى أن هذا الهجوم هو الاكثر دموية الذي يستهدف القوات العمومية المصرية شرق البلاد منذ إزاحة الرئيس محمد مرسي في يوليوز 2013 . وأضافت ان هذا الهجوم الذي لم تعلن اية جهة مسؤوليتها عنه يحمل بصمات "انصار بيت المقدس" وهي منظمة "جهادية تنشط بقوة بجزيرة سيناء"، مذكرة بأن هذه المجموعة التي اعلنت مؤخرا عن دعمها للدولة الاسلامية، اعلنت مسؤوليتها، عن اغلبية العمليات التي نفذت منذ خلع الرئيس محمد مرسي في يوليوز 2013 . من جهتها تطرقت صحيفة (ليبراسيون) الى مقاومة المقاتلين الاكراد بعين العرب (كوباني) في مواجهة هجومات مقاتلي "الدولة الاسلامية"،مشيرة الى أنهم صدوا امس الاحد لليلة الرابعة على التوالي هجوما للتنظيم. وأضافت الصحيفة أن المقاتلين الاكراد يعولون على تكثيف الضربات الجوية الامريكية التي تستهدف عددا من مواقع التنظيم الارهابي خاصة في معاقله بمدينة الرقة شمال سوريا، مشيرة الى أن المقاتلين الاكراد يحتاجون في مواجهة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" الى تعزيزات باسلحة ثقيلة ومنها الصواريخ المضادة للدبابات. من جانبها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) باعادة انتخاب ديلما روسيف رئيسة للبرازيل عن حزب العمال في اعقاب انتخابات رئاسية فازت فيها ب51،52 في المائة من الاصوات مقابل 48،48 لمنافسها اليميني ايسيو نيفيس عن الحزب الاجتماعي الديموقراطي. وأضافت الصحيفة ان الامر يتعلق بأول نتائج متقاربة منذ انتخابات 1989 عندما انهزم لويس ايناسيو داسيلفا امام فيرناندو كولور، معتبرة ان هذه النتائج تكشف عن انقسام عميق في البلاد بين جنوب غني داعم لنيفيس وشمال فقير حصلت فيه ديلما روسيف على دعم قوي. وبإسبانيا اهتمت الصحف بنتائج اختبارات التحمل التي أعلن عنها البنك المركزي الأوروبي أمس الأحد، والتي أشارت إلى أن الأبناك الإسبانية ليست في وضعية عجز رأسمال. وكتبت (إلموندو) في هذا الصدد أن "اختبار التحمل" للبنك المركزي الأوروبي أظهر أن البنك الاسباني هو "الأكثر سلامة" بأوروبا، مشيرة إلى أن الأبناك الإسبانية، التي تلقت مساعدة عمومية بقيمة 61 مليار أورو، توجد في وضع أفضل لمواجهة السنوات القادمة. وذكرت اليومية أن محافظ بنك إسبانيا، لويس ماريا ليندي، أشار إلى أن هذه النتيجة تؤكد أن "مسلسل تطهير وإصلاح وإعادة هيكلة المنظومة البنكية الإسبانية، الذي بوشر في السنوات الأخيرة، أعطى نتائجه". من جهتها ذكرت (أ بي سي) أن "البنك الإسباني اجتاز امتحان اختبار التحمل للبنك المركزي الأوروبي"، مضيفة استنادا لبلاغ لبنك إسبانيا أن "الأبناك الإسبانية ليست حاليا في وضعية عجز رأسمال". والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (لاراثون)، التي أكدت على أن المؤسسات البنكية الإسبانية اجتازت اختبار التحمل للبنك المركزي الأوروبي. وأضافت أن إسبانيا، وفي سيناريو "معاكس"، تعد ثان بلد أوروبي تمكن من تجاوز الأزمة استنادا لنتائج أعلن عنها البنك المركزي الأوروبي أمس الأحد، والتي أشارت إلى أن 15 بنكا إسبانيا، من بينها "بانكيا"، اجتازت اختبارات التحمل، باستثناء "ليبربانك". وبدورها كتبت صحيفة (إلباييس) أن محافظ البنك المركزي الإسباني لويس ماريا ليندي اعتبر أن اختبار التحمل للبنك المركزي الأوروبي أظهر أن القطاع البنكي "سليم" ويعد "من بين الأفضل في أوروبا". وأوردت أن محافظ بنك إسبانيا، حذر من أن القطاع المالي الإسباني سيواجه تحديات على المديين القصير والمتوسط"، ومن أن "نتائج هذا الاختبار ليست ضمانة على المدى الطويل". وفي سياق متصل اهتمت الصحف البلجيكية بنتائج الاختبار الذي خضعت له ابناك البلاد من لدن البنك الوطني البليجيكي تحت مراقبة البنك المركزي الاروبي ، حيث كتبت صحيفة (لاليبر بيلجيك) ان الابناك البلجيكية ادخرت ما يكفي من الاموال من اجل ضمان استمرارية في حالة حصول كارثة مالية كبرى، مشيرة إلى أنه حتى الابناك التي "رسبت " في هذا الاختبار توجد في منأى عن مثل هذه المشاكل. اما صحيفة (لادينيير أور) فقالت انه على الرغم من ان الابناك البلجيكية اجتازت هذا الاختبار بنجاح ، الا ان بنكين من بين ستة لم تحصل على نتائج مشجعة مما يتعين معه الذهاب بعيدا في جهودها لاعادة الهيكلة وملائمة نموذجها في مجال الحكامة.