قالت السلطات الإسبانية الباسطة لنفوذها على ثغر سبتة إنّ 16 فردا من المغاربة الممتهنين ل"التهريب المعيشي" قد أصيبوا بأضرار بدنيّة جرّاء تدافعهم من أجل الدخول إلى المدينة عبر بوابة المعبر البري. وأضافت ذات السلطات، ضمن بلاغ لها، أن الواقعة قد جاءت بشكل فجائيّ عقب إصرار زهاء 1500 من الأفراد، الذين كانوا منتظرين فتح بوابة العبور، على التدافع من أجل تصدّر الوالجين نحو متاجر الثغر. عناصر حرس الحدود الإسبانية، وفقا للوثيقة، حاولت التدخل لتجنّب التزاحم الكبير الذي جعل البعض يدوس المطروحين على الأرض.. وقد تمّ تفادي تسجيل وفايات بالرغم من وجود مصابين نقلوا صوب المشفى المحلي لتلقي العلاجات. ويعدّ ثغر سبتة، الملاصق للنفوذ الترابي لإقليم تطوان، وجهة لآلاف الأفراد الممتهنين للتهريب.. حيث يقبل عدد كبير منهم على الاصطفاف قبالة الجانب الإسباني من بوابة المعبر الحدودي انتظارا لفتحها من أجل التوجّه لنقل البضائع صوب التراب الذي يبسط المغرب عليه سيادته. ويبقى اسم صفية عزيزي، ابنة صفرو التي فارقت الحياة جراء ازدحام بمعبر "بَاريُو تشِينُو" المفضي إلى ثغر مليليَّة، شهر نونبر من العام 2008، عالقا بأذهان كلّ "المهرّبات المعيشيات" المشتغلات بالمعبر نفسه.. حتّى أصبحت "وَاشْ بَاغِيِينْ تْقْتْلُونَا بحَال صفيّة" عبارة تردّدها ذات النساء عند تواجدهنّ وسط الزحام الذي يطال "باريُو" في فترات الذروة. وصفيّة هي مجازة في الأدب العربيّ كَانت قد فارقت الحياة عن عمر يناهز ال41، قبل 6 سنوات من الآن، بعد أن دهستها أقدام مئات المزدحمين الذين كَانُوا ينتظرون فتح باب المعبر أمامهم لدخول مليليَّة.. وحينها تدخلت عناصر الحرس المدنيّ الإسباني، مجبرة على اللجوء إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء، من أجل تشتيت المتهاوين على بدن صفيَة قبل استدعاء مسعفين لم يفلحوا في إنقاذ روحها.