أكد خبير ألماني في مكافحة الإرهاب انه من المستحيل العثور على أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة حيا بسبب الإجراءات الأمنية التي تحيط به. واستبعد الخبير ، رولف توبهوفن ، في حديث لصحيفة "بيلد" نشرته في عددها أمس الثلاثاء أن تنجح أي محاولة للقبض على بن لادن وأشار إلى أن انتحار بن لادن قبل اعتقاله هو الاحتمال الأقرب. وحول التقارير الأمريكية بوجود زعيم القاعدة في شمال غرب باكستان، قال الخبير إن زعيم القاعدة يعيش على الأرجح بين عشائر باكستانية تدين له بالفضل في تخليص أفغانستان من الاحتلال السوفيتي. وزعم الخبير أن لديه معلومات تفيد بوجود نحو 150 مقاتلا للقاعدة تقتصر مهمتهم على حراسة بن لادن "بأي وسيلة" وأوضح أن الأمريكيين ربما يعلمون مكان اختفاء بن لادن ولكنهم يريدون أن يزيدوا الضغط عليه وعلى الحكومة الباكستانية لإجبارهم على الرضوخ ، غير انه لم يستبعد أيضا فرضية فشل الأمريكيين في تحديد موقع بن لادن. يذكر أن زعيم تنظيم القاعدة اختفى عن أنظار العالم منذ تسعة أعوام وعلى الرغم من ذلك لم تنقطع رسائله الصوتية أو المصورة ورصدت الولاياتالمتحدة مكافأة قيمتها 25 مليون دولار لمن يساعد في العثور عليه. وكانت شبكة سي إن إن الإخبارية قد نقلت في وقت سابق عن مسؤول رفيع في "ناتو" قوله "إن الاعتقاد السائد هو أن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ومساعده، أيمن الظواهري، يختبئان قريباً من بعضهما في مساكن في شمال غربي باكستان، وهما لا يتواجدان معا". ووفق الشبكة الإخبارية الأميرية، فإن المسؤول، الذي رفض الكشف عن هويته نظراً لحساسية المسائل الاستخباراتية، نوه إلى أن "لا أحد من عناصر تنظيم القاعدة يختبئ في كهوف"، وأن كبار مسؤولي التنظيم يعيشون "براحة نسبية، وأنهم يحظون بحماية السكان المحليين وبعض أعضاء جهاز الاستخبارات الباكستاني". وأكد مسؤولون اميركيون عدة في السنوات الأخيرة من بينهم مؤخرا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان بن لادن موجود في المناطق القبلية المعزولة في شمال غرب باكستان، واعتبر خبراء عدة في شؤون القاعدة ان بن لادن موجود في وزيرستان الشمالية وهي منطقة جبلية تعتبر من ابرز مخابئ مقاتلي طالبان الافغان والباكستانيين وحلفائهم من القاعدة. إلا ان اي دليل لم يقدم لدعم هذه الافتراضات، اذ فقد اثر أسامة بن لادن منذ اعتداءات 11 شتنبر 2001، واعتقل عشرات من كوادر القاعدة خلال السنوات الأخيرة على يد القوات الباكستانية، الا ان الولاياتالمتحدة التي قتلت ايضا عشرات من هؤلاء عير قصفها اياهم بواسطة طائرات من دون طيار في المناطق القبلية، تحض اسلام اباد بشكل متكرر على اتخاذ تدابير اضافية ضد شبكات الإسلاميين المتطرفين. وتأخذ واشنطن خصوصا على باكستان عدم القيام بتحركات كافية ضد بعض حلفاء القاعدة، على وجه الخصوص طالبان الذين يشنون من الأراضي الباكستانية هجمات على القوات الأميركية والأطلسية في أفغانستان المجاورة.