وقع عبد الرفيع زويتن المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، وباسكال إزاغوير، مدير المجموعة السياحية الفرنسية "توي فرنسا"، أمس الخميس بمدينة مراكش عقد شراكة وتعاون في مجال الاستثمار السياحي، بمُوجبه سيتمّ استثمار غلافٍ ماليّ ضخم بقيمة 15 مليون أورو، بكلّ من مراكش وأكادير، الوجهتان السياحيتان الأوليان في المغرب. وَأوْضح رئيس المجموعة الفرنسية، خلال ندوة صحفية بمناسبة توقيع اتفاقية بينها والمكتب الوطني المغربي للسياحة، أن هذا الاستثمار الضخم، الذي يعبر عن علاقة الثقة وحقيقة التنمية بالمغرب، تهم، بالخصوص، تشييد فندق جديد "أكوا ميراج" بمراكش (ستة ملايين أورو) وفندق نادي بأكادير (خمسة ملايين أورو)، وتجديد فندق "مارمارا المدينة" بمراكش (2 مليون أورو) وتجديد مؤسسات فندقية أخرى وشبكتها بالمدينة الحمراء. وأشار باسكال إزاكير إلى أن إدارته تفكر في المساهمة بقوة في مشروع المغرب السياحي 2020، بتنويع المنتوج السياحي لتلبية رغبات وانتظارات كل الزبناء، من خلال فتْح مؤسسات فندقية جديدة وتوسيع وتحديث فنادق أخرى كما تفكر في التوجه لوجهات سياحية أخرى فضلا عن مراكش وأكادير مثل ورززات والراشيدية و طانطان. وأضاف المتحدث أن المجموعة السياحية الفرنسية "توي فرنسا" تعد الأولى بوجهة المغرب السياحية ب150 ألف سائح فرنسي، "والآن نرغب في تنمية المجموعة بالمغرب باستثمار هام يروم الرفع من القدرة الإيوائية بالفنادق وتحسين جودة الخدمات وتنويع العرض بمعايير جديدة وجولات سياحية جديدة من أجل الاحاطة بكل الجوانب السياحية بالمغرب"، يقول المتحدث. هذه الرغبة في تنمية المجموعة، يضيف رئيس المجموعة الفرنسية، "تترجم بحق ثقة المجموعة في الوجهة السياحية المغربية، الذي يتوفر على مؤهلات كبرى وصيت تجعلانه من بين أكبر الوجهات السياحية العالمية"، لافتا إلى أنّ الخدمات التي ستقدمها فنادق مجموعته ستكون نوعية، وستغطي السنة بكاملها وستنبني على التواصل. وبخصوص الطريقة التي ستعتمد عليها المجموعة لاستقطاب السياح إلى المغرب، قال باسكال إزاكير، إنّ استقطاب السياح سيعتمد على استخدام وسائل تقنية معاصرة، كالشبكة العنكبوتية، وشبكات التواصل الاجتماعي، إلى جانب الطرق التقليدية، كما بيَّن أن مجموعته حققت خلال السنة الماضية 90% من أهداف مخططها السنوي. وذهب باسكال إلى أن تعامل المجموعة الفرنسية "توي فرنسا" مع شركائها تاريخيين ينبني على قاعدة الوضوح والثقة، كما هو الشأن مع شركة الطيران أطلس سفر (ATLAS VOYAE) والدليل على ذلك، يقول المدير العام للمجموعة العالمية للفندقة والسياحة هو الأموال الضخمة التي تضخ في مشاريع TUI FRANCE من جهته رحب عبد الرفيع الزويتن، المدير العامّ للمكتب الوطني المغربي للسياحة، بالشراكة "التي تعود لما يتميز به المغرب من ثقة ومهنية لدى الشركاء في مجال السياحة"، وفق تعبيره، موضحا أن المغرب يتوفر على بنية متينة، وعلى استقرار سياسي ومناخ صحي إلى جانب رؤية سياحية واضحة مشجعة للمستثمر السياحي على الاستثمار بالمغرب. وأوضح الزويتن، أنّ الاتفاقية تقضي بمواكبة المجموعة السياحية الفرنسية في تنميتها بالمغرب وتعزيز توافد السياح الفرنسيين على المملكة، كما تروم أيضا، يضيف المسؤول، تنظيم حملات تواصلية لدى وسائل الإعلام الفرنسية، موضحا أن هذه الحملات تنظم حاليا بالقناة الفرنسية "كنال بلوس" في أفق إطلاق حملات تواصلية مماثلة بقنوات تلفزيونية فرنسية وعمليات أخرى من أجل التعريف بوجهة المغرب السياحية لدى وكالات الأسفار، بالإضافة الى إنعاش هذه الوجهة على مستوى الانترنيت والشبكات الاجتماعية. وبخصوص هذا الاستثمار الهام بالمغرب، أوضح زويتن أن ذلك يعبر عن الثقة في وجهة المغرب السياحية ومؤهلاته الكبرى، مذكرا بأن "المغرب يعد الوجهة السياحية الأولى لدى أوروبا انطلاقا من فرنسا بمليوني سائح سنويا، ونتطلع تحقيق ارتفاع في عدد السياح بنقطتين مع هذه المجموعة خلال سنة 2015". وعرض الزويتن مشروع المكتب الوطني المغربي للسياحة في خلق أسواق للمنتوج السياحي المغربي، واستثمار كل الوسائل التقنية للتسويق لهذا المنتوج، وقال بأن المخطط السياحي المغربي يستحضر رؤية 2020، ولكن قبل ذلك فهو يخطط أيضا لما هو مرحلي كفتح خطوط أخرى كألمانيا وإنجلترا. ويراهن المغرب في هذا الصدد -يردف المتحدّث- على مليون سائح من البلدين المذكورين، وأن ترتقي إسبانيا إلى مصاف فرنسا؛ ويُنتظر بلوغ 10ملايين من سياح الجارة الايبيرية لعامل القرب، حيث يمكن أن تتم الزيارة عبر السيارات، وأن يتم جلب زبناء من بولونيا و النمسا وتركيا... وزاد موضحا أنّ مخططه يراهن على الخليج وماليزيا وتركيا...، وعلى تقليص مصاريف مكتبه مع الرفع من المردودية، بإعادة التَّمَوْقع الجغرافي للمندوبيات لاستهداف شرائح واسعة من السياح بضمّ مكاتب ألمانياوالنمسا، وفتح أخرى بالسعودية إلى جانب مكتب دبي. ويسعى المكتب إلى وضع استراتيجية خاصة بالرحلات الجوية بتعزيزها بأكثر من رحلتين (خط باريس إلى ورزازات)، وبفتح خطوط أخرى، إذ هناك أيضا بعض الجهات تعاني من نقص في الرحلات الجوية، "وسنقوم، يقول الزويتن، بالتنسيق مع شركة الخطوط الملكية المغربية، ومع شركات أخرى مثل "ريانير"، و "إيزي جيت".. لتعزيز الرحلات الجوية تجاه المغرب". وسيشمل مخطط المكتب الوطني للسياحة كذلك السياحة الداخلية التي تمثل 27% من السياحة الإجمالية في المغرب، ويراهن المكتب على رفع هذه النسبة إلى فوق 50%، وذلك بالتنسيق مع المسؤولين عن القطاع الخاص السياحي لتحقيق هذا النمو وتعميمه على مختلف جهات المغرب. حري بالذكر أنّ المجموعة السياحية الفرنسية "توي فرنسا"، التي أحدثت سنة 2012 بعد دمجها لمجموعات "نوفيل فرونتيير" و"كورسير أنتيرناسيونال" و"فواياجيست مارمارا" و"تور أنتير" و"أفانتورا"، وهي فرع ل" توي ترافل بي- إيل- سي"، توفر أسفارا نحو المغرب ب11 مدينة فرنسية وتوزع خدماتها بأزيد من 3000 وكالة أسفار.