حالة من التذمر والغضب تسود في أوساط العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بسبب الأوضاع التي تعيشها الشركة منذ سنوات، تذمر ترجمته سلسلة من الوقفات الاحتجاجية للعاملين كان آخرها الوقفة التي تم تنظيمها صباح اليوم أمام مقر الشركة من طرف النقابة الديمقراطية للإعلام السمعي البصري احتجاجا على ما أسمته ب"سياسة تجاهل المطالب المشروعة للعاملين من طرف إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة". وأعلن المحتجون أنهم سيشاركون في الإضراب التي أعلنت المركزيات النقابية عن خوضه يوم 29 أكتوبر الجاري، داعين جميع العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة إلى المشاركة في هذا الإضراب، كما عبروا عن إصرارهم على ضرورة تنفيذ إدارة الشركة بنود الاتفاق المشترك الذي التزمت به إدارة الSNRT يوم الثالث من يوينو 2014 والذي مضى على توقيعه أكثر من خمسة أشهر. وردد المحتجون مجموعة الشعارات الغاضبة ضد إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، من قبيل "يا مدير يا جبان النقابة لا تهان"، "الوعود بالترقية والوضعية كارثية"، "زيرو إدارة الشركة، بغينا إعلام مهني ماشي إعلام مخزني"، كما كان للحكومة ولوزيرها في الإتصال مصطفى الخلفي نصيب من هذه الشعارات على اعتبار "أن الوزير صامت ولا يتحرك أمام الوضعية الكارثية التي تعيشها دار البريهي منذ سنوات". وأكد المشاركون في هذه الوقفة على أن الإدارة العامة للشركة "أثبتت بالملموس فشلها في تدبير هذا المرفق العام بما يتماشى مع خصوصيته الإعلامية"، متهمين إدارة الشركة وعلى رأسها فيصل العرايشي بأنه ينهج "سياسية لوزيعة كمنطق للتعاطي مع العمل النقابي الجاد". واستدل المحتجون بنسبة المشاهدة "الكارثية وغير المسبوقة" التي حققتها قنوات الشركة خلال شهر رمضان"، واعتبروا أن هذه النتائج دليل آخر "على فشل الإدارة في تقديم منتوج إعلامي وطني يرقى لتطلعات المشاهد المغربي"، قبل أن يعلنوا عن اعتزامهم تنظيم وقفة احتجاجية أخرى خلال الشهر المقبل. هذه الوقفة الإحتجاجية تزامنت مع إعلان شركة ماروك متري لقياس نسبة المشاهدة، أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الوطنية تعاني فعلا من تراجع كارثي لنسبة المشاهدة حيث لم تعد تستقطب سوى 5.7 في المائة من المشاهدين المغاربة، شهر شتنبر الماضي. رد إدارة الشركة على هذه الاحتجاجات، جاء على لسان مسؤول في الشركة الذي اعتبر في تصريح ل" هسبريس" على أنه "لا يمكن مناقشة مشروعية المطالب ولكن يجب أن نناقش الطريقة التي يمكن عن طريقها تحقيق هذه المطالب"، مشيرا إلى أن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يخوض بنفسة مشاورات موسعة مع جميع التمثيليات النقابية "لوضع تصور واضح لتنفيذ المطالب العمالية". وأكد نفس المصدر أن الشركة تعيش حاليا "بين مطرقة الإختناق المالي وسندان مصالح مستخدميها كما أن إدارة الشركة تراعي ضرورة استمرارية المرفق العمومي"، داعيا جميع العاملين في الشركة إلى مراعاة "الظرفية الخاصة" التي تمر منها الشركة، خصوصا على المستوى المالي.