عقب انعقاد أول اجتماع للجنة بين الوزارية الدائمة لسياسة المدينة برئاسة رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، قدم نبيل بن عبد الله، وزير السكنى وسياسة المدينة، اليوم حصيلة سياسة المدينة بعد ثلاث سنوات من توليه الإشراف على هذا الملف بصفة مباشرة. وأفاد الوزير، خلال هذا اللقاء، أن الإحصاء الذي قامت به وزارة الداخلية سنة 2012، كشف أن البنايات المهددة بالانهيار في المغرب يفوق عددها 43 ألف بناية، وتستلزم كلفة مالية تقدر ب7.2 مليار درهم. وقال بنعبد الله إنه تمت معالجة 4086 بناية كانت مهددة بالانهيار، وتوجد 9068 بناية في طور المعالجة برسم التزامات سنة 2013، بكلفة إجمالية قيمتها 2.8 مليار درهم، في حين تمت برمجة 7808 بناية مهددة بالانهيار في إطار التزامات سنة 2014. ويفوق عدد البنايات المهددة بالانهيار، والتي لم تدخل بعد مرحلة الإصلاح، 22 ألف وحدة سكنية، حيث رجح نبيل بنعبد الله أن يكون الرقم أكبر "لأنه مع كل سنة يزداد عدد البنايات المهددة بالانهيار"، قبل أن يضيف بأن "هذه البنايات تمت برمجتها خلال السنة المقبلة". وعلى مستوى المشاريع التي تم إنجازها في إطار هذه السياسة، أظهر العرض الذي قدمه وزير السكنى أنه تم وضع 88 مشروعا بقيمة 11 مليار درهم، منها 32 مشروعا متعاقد بشأنه، وستساهم الوزارة فيه ب6 ملايير درهم، و56 مشروعا "مرحلة الدراسة وستساهم فيه الوزارة ب5 ملايير درهم". هذه المشاريع ستركز، حسب نبيل بن عبد الله، على تأهيل وإعادة الاعتبار للمدن العتيقة، حيث يوجد في المغرب أكثر من 32 مدينة عتيقة، وتقوية البنيات التحتية. وتطرق بنعبد الله إلى مجموعة من الإختلالات التي تعرفها المدن، ومن بينها التمركز المهم للسكن والساكنة بالسواحل، وعدم وضوح وظائف بعد المدن، أي أنها لا تتوفر على ملامح تمكن من معرفة الدور المنوط بها. وعرج الوزير على الحديث عن "العجز والتوزيع غير المتوازن للتجهيزات والمرافق العمومية، ثم مظاهر الفقر والإقصاء الاجتماعي" على حد تعبير بنعبد الله الذي لم يفته أن يتحدث عن ظاهرة مدن الصفيح، والتي مكنت من التخلص من 260 ألف وحدة صفيحية منذ سنة 2004. أما عن المدن الجديدة، والتي يثار حولها الكثير من الجدل حول جدوى إنشائها، فقال بنعبد الله إنها "أصبحت مدنا كاملة وجاهزة، ونحن نعمل على أن تتوفر لها جميع المرافق الضرورية". وأفاد الوزير بأن الوزارة قدمت الدعم لمدينة تامسنا بقيمة 537 مليون درهم، على أن يتم الانتهاء من جميع مراحل تجهيز هذه المدينة سنة 2017، أما بالنسبة لمدينة تامنصورت فقد بلغت مساهمة الوزارة فيها أكثر من 1365 مليون درهم، ومن المرجح أن تنتهي الأشغال فيها سنة 2018" يقول بنعبد الله.