أفرد خطيب الجمعة بالمسجد المحمدي بمدينة الدارالبيضاء خطبة اليوم، أمام الملك محمد السادس، لموضوع إقامة العدل بين العباد، وقال إن "العدل هو أساس كل شيء في هذا الوجود، وبإقامة السموات والأرض وما بينهما". وأورد الخطيب أن العدل هو رعاية مصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها في الأخلاق والمعاملات في كل ما يخطر بالنفس، مبرزا أن الله تعالى أمر بالعدل وحببه إلينا، فقال "إنا الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتائه القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون". وأوضح الخطيب أن الله يأمر بالعدل والإحسان، فلا إحسان إلا بعد العدل، فكل ما في العدل رحمة وبركة وإنصاف ومودة ورحمة بين العباد"، مضيفا أنه "إذا خلا الوجود من العدل فإن هذا الخلل علامة قيام الساعة، ولا تقوم الساعة إلا على شرار خلق اللهط. واستطرد الخطيب أن " العدل دواء لكل داء وشفاء من كل ما يسوء وينوء بين العباد، لذلك جعل العدل أساس الملك ، فهو صراط الله المستقيم، وهو محجته البيضاء ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك". وأضاف أن الله عز وجل أرسل رسله وأنزل كتبه ليسود العدل في الأرض وليقوم الناس بالقسط، وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات، فإذا ظهرت أمرات العدل بين الناس فتلك علامات السعادة، وإذا ما غاب لدواعي الهوى، فإن الله عز وجل يمهل ولا يهمل". وأردف الخطيب أن العدل بين الناس وإعطاء كل ذي حقه، هو من صميم مقاصد الشريعة الإسلامية التي هي شريعة الله الخالدة، وهي صالحة في كل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك ختم الله بها الشرائع كلها وجعلها متسمة بالشمولية والعالمية. وأوضح أن العلماء استنبطوا من استقرار النصوص أن شريعة الله تعالى وضعت لمصالح العباد، فالله تعالى يقول في بعث الرسل عليهم الصلاة والسلام: "رسلا مبشرين ومنذرين، ليلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما".