احتل المغرب المرتبة الثالثة عالميا كأفضل زبون وفيّ لفرنسا في سوق الأسلحة، خلال العام الماضي، بقيمة صفقات فاقت نصف مليار يورو (584.9 مليون يورو)، وراء كل من سنغافورة، التي وصفت بالحليف التقليدي لباريس بقيمة صفقات بلغت 651.3 مليون يورو، ثم السعودية، التي احتلت الصدارة بشراءها حوالي 1.92 مليار يورو من الأسلحة الفرنسية. التقرير السنوي، الذي مر أمام أنظار البرلمان الفرنسي ونشرته وسائل الإعلام الفرنسية، وصف المغرب ب"المفاجأة الكبرى"، باحتلاله لمركز متقدم في التسلح من السوق الفرنسية، ليكون بذلك من الزبناء "الأوفياء" للصناعة العسكرية الفرنسية خلال العام الماضي. وشملت صفقة شراء المغرب للسلاح الفرنسي، التي وصفت أنها صفقة سرية، اقتناء قمرين صناعيين للمراقبة والتجسس من نوع "ثريا"، بمبلغ 500 مليار يورو، جرى اقتناؤهما العام الماضي من شركتَيْن فرنسيتين معروفتين في سوق صناعة الأسلحة العالكي، هما "Airbus Space Systems" و" Thales Alenia Space". وكانت وثيقة سابقة لصحيفة "لاتريبين" الفرنسية، التي أوردت التقرير المذكور، قد كشفت أن صفقات التسلح بين الرباطوباريس، خلال العام الماضي، شملت أيضا شراء تجهيزات عسكرية، همّت بالأساس صواريخ مضادة للسفن من طراز "Exocet MM40 block 3"، وصواريخ أرض-جو من نوع "VL Mica"، وصواريخ مضادة للطائرات من صنف "Aster 15"، بغرض تسليح الفرقاطة المتعددة المهام، المصنعة من رائد الصناعات العسكرية الفرنسية "دي س إن إس"، وفرقاطة "سيغما"، من تصنيع "دامن" الهولندية، التي تسلمهما المغرب. ويشير تقرير 2014 لسوق التسلح الفرنسي، أن تسابق دول السعودية وسنغافورة والمغرب نحو التسلح، مكنها جميعا من حيازة نصف مجموع صفقات سلاح المصدرة من باريس لحوالي 15 دولة في العالم، بقيمة بلغت 3.15 مليار يورو من أصل 6.87 مليار، قيمة الصادرات الكاملة للأسلحة الفرنسي المصدرة صوب دول العالم، فيما تم إنجاز 8 صفقات جديدة خلال العام الماضي، بقيمة 200 مليون يورو، مقابل 3 فقط في العام 2012. وتمكنت فرنسا، بهذه النتيجة، من احتلال الصف الرابع كأكثر الدول مصدرة للسلاح في العالم، فيما أشار التقرير المذكور أن الدولة الأوروبية استطاعت أن تسلح باقي دول العامل، (خارج المغرب والسعودية وسنغافورة) بما مجموعه 3.7 مليار يورو، منها 924 مليون يورو موجهة لمنطقة الشرق الأوسط، وهو السوق الذي ظل ثابتا في مستوى استيراده للسلاح الفرنسي، طيلة السنوات الخمسة الأخيرة، (3.7 مليار يورو عام 2077 إلى 3.3 مليار عام 2012). من جهة أخرى، احتلت إندونيسيا رابعة كأبرز دولة مستوردة للسلاح الفرنسي بقيمة صفقات بلغت 480 مليون يورو خلال العام الماضي، فيما ضم التصنيف 3 دول عربية أخرى، هي الإمارات العربية المتحدة التي حلت سادسة في التصنيف (35.2 مليون)، وقطر ب124.9 مليون يورو، محتلة بذلك الرتبة العاشرة، ثم عمان التي احتلت المرتبة ال15 بقيمة صفقات بلغت 104.1 مليون يورو. في غضون ذلك، كانت دراسة قد أعدتها وازرة الدفاع الفرنسية، ومجلس صناعات الدفاع، بشراكة مع مكتب ميكينسي للدراسات، خلصت إلى أنَّ تصدير السلاح إلى الخارج يضمنُ 40 ألف فرصة شغل في فرنسا، تنضافُ إليها 10 آلاف فرصة شغل غير مباشرة. وهو ما يراه وزير الدفاع الفرنسي أمرًا ينبغي تثمينه في الوقت الذِي تكابدُ الصناعة الفرنسيَّة أوضاعًا صعبة. ويقول التقرير الذي قدمهُ وزير الدفاع الفرنسي، أنَّ صفقات السلاح ليست مجرد صفقاتٍ تجاريَّة تدرُّ أرباحًا على فرنسا، وإنمَا أداة للاضطلاع بدور مهم على الصعِيد الخارجِي، زيادة على حماية الأمن القومي في فرنسا.