يبدو أن قضية لجوء السوريين إلى المغرب هربا من ويلات حرب أهلية لم تضع بعد أوزارها، لا تقتصر فقط على مواطنين عزل لم يعد لهم وطن يحضنهم، بل بات الأمر ساريا على الفن والتمثيل، حيث تستعد الدراما السورية، التي افتقدت فضاءات الشام الفنية، لإطلاق أعمال تاريخية، اتخذت من المغرب وجهة لتصوير أعمالها، ومن المنتظر أن تذاع خلال أو بعد شهر رمضان القادم. وتتحدث الأوساط الفنية في سوريا عن استعددات كبيرة تجري داخل شركات الإنتاج السورية للموسم 2015، حيث يجري الإعداد لإطلاق حوالي 15 مسلسلا متنوعا، وهو عدد لم يسبق له أن سجل، بالنظر لتأثير الأوضاع السياسية المضطربة داخل البلاد لما يزيد عن 3 سنوات، لدرجة أن جل الأعمال الدرامية السوريّة لم تحظَ بقنوات عرض في رمضان المنصرم. وظلت مشاريع الأعمال الدرامية السورية حبيسة عدم استكمال التصوير أو التأجيل، كما هو الحال مثلا مع مسلسل "الحرملك"، الذي سيصور بالمغرب، وكان من المفترض أن يعرض بعد اكتمال تصويره في شهر رمضان المنقضي، ليعلن فريق العمل تأجيله من أجل بث مفترض بعد عام من الآن. ويحاول مخرج "الحرملك"، سيف الدين سبيعي، رفقة كاتب السيناريو، خلدون قتلان، محاكاة فكرة المسلسل التاريخي والدرامي التركي الشهير "حريم السلطان"، إذ سيتناول العمل تاريخ دمشق أيام حكم المماليك، خلال القرن الرابع عشر الميلادي، وهو العمل الذي سيذاع في 90 حلقة. العمل السوري الدرامي الثاني، الذي سيصور أيضا ما بين نواحي مراكش و"هوليود المغرب" ورزازات، سينقل سيرة الإمام أحمد بن حنبل، كأبرز علماء الإسلام في التاريخ القديم وأشهر أئمة أهل السنة والجماعة، وهو المسلسل الديني الذي سيخرجه السوري عبد الباري أبو الخير، الذي سبق له وأخرج مسلسل "الحسن والحسين" عام 2011، والذي نقل فيه صورة عن الفتنة الحاصلة بعد اغتيال خليفة المسلمين الثاني عمر بن الخطاب، وعلاقة حفيدي الرسول الكريم، علبه الصلاة والسلام، الحسن والحسين، بتلك الحقبة التاريخية. أما العمل الثالث، فيتعلق الأمر بمسلسل "داحس والغبراء"، للمخرج والفنان السوري سلوم حداد، الملقب بفارس الدراما السورية، والذي سبق له تجسيد أدوار البطولة في أبرز المسلسلات التاريخية ذات الإنتاج السوري، مثل "الموت القادم إلى الشرق" و"الكواسر" و"الفوارس" و"الزير سالم" و"القعقاع بن عمرو التميمي".. وسيحاول المسلسل تسليط الضوء على حكاية حرب "داحس والغبراء"، التي وقعت بين قبيلتي "عبس" و"ذبيان"، حيث تكمن شهرتها باعتبارها من أطول الحروب التي عرفها التاريخ الجاهلي.